مكرر الربح للشركات الرابحة التي لا تحقق نموا ؟؟

13/06/2010 24
د. أحمد المزروعي

كما نعرف كلنا فإن كثيرا من الشركات المدرجة في أسواق المنطقة هي شركات لا تحقق نموا في إيراداتها وأرباحها بسبب عوامل كثيرة لعل أهمها أن إدارات هذه الشركات منكفئة على نفسها حيث تدير أعمالها القائمة بتحفظ دون نية للتوسع سواءا محليا أو خارجيا أو تنويع أنشطتها أو استثمار جزء من تدفقاتها الاستثمارية بشكل مستمر..

والسؤال المطروح هو "كم مكرر الربح المقبول لشركات رابحة لكنها لا تحقق نموا يذكر ولا ينتظر ان تحقق نموا هاما في المستقبل المنظور" ؟؟؟...

لو أخذنا السوق السعودي كمثال نجد أن شركات مثل شركات الإسمنت محدودة بطاقاتها الانتاجية و السعر الثابت المحدد لبيع منتجها ، لذلك لا يتصور ان يكون هناك مستثمر يتوقع ان تتمكن أغلب هذه الشركات من تحقيق نمو في أرباحها في المستقبل مقارنة بالأرباح الحالية..

إن شركات مثل إسمنت اليمامة وإسمنت السعودية وإسمنت الجنوب حققت خلال الـ 20 سنة الماضية أرباحا صافية تصل وربما تزيد على 8 مليار ريال لكل منها، أما التدفقات النقدية فكانت أكثر من ذلك، ولو كانت لهذه الشركات خطط إستثمارية إستراتيجية خلال هذه السنوات العشرين (مثلا إعادة إستثمار 40 الى 50 % من هذه التدفقات) في الإستثمار بالإستحواذا على حصص في شركات محلية أو إقليمية مساهمة و خاصة وتحت التاسيس سواءا في نشاطها أو في أنشطة أخرى لكانت مستويات النمو مستمرة بفضل هذه الإستثمارات (اليمامة قامت بإستثمارات محدودة جدا بعدة مئات من الملايين)...

ولكن بدلا عن ذلك كانت هذه الشركات توزع 80 إلى 90 % من الأرباح وتحتفظ بالباقي لتستعمله كل 10 سنوات تقريبا في إجراء توسعة لخطوط إنتاجها...

بالتاكيد فإن السبب الرئيسي لذلك يعود الى هيكل الملكية بهذه الشركات حيث أن العديد من كبار الملاك هم من كبار رجال الأعمال المعروفين ويحتاجون الكاش الناتج من التوزريعات لتمويل توسعات أعمالهم التجارية الخاصة..

على نفس المنوال يمكن الإستدلال بعشرات الشركات الأخرى المدرجة سواءا في السوق السعودي أو أسواق المنطقة الأخرى والتي تراوح أرباحها حول مستويات معينة كما ستظل تراوح في السنوات القادمة..

عندما ننظر الى شركات الاسمنت السعودية مثلا نجد أنها تتداول حاليا حول مكرر ربح قدره 10 مرات  ورغم أن هذا المكرر يبدو منخفضا عندما نقارنه بمعدل السوق إلا أنه يبدو أمرا منطقيا في نظري وذلك لأن أي مستثمر طويل الأجل لن يجد ما يغريه بالاستثمار سوى الأرباح الموزعة التي سيحصل عليها بشكل نصف سنوي أو سنوي والتي يتوقع ان تبقى شبه ثابتة وقد تنخفض بعد سنتين أو ثلاث سنوات عندما تهدأ وتيرة المشاريع الحكومية الضخمة..

الجدول التالي يمثل الحالات المتعددة للشركات التي يستبعد أن تحقق نموا مستمرا في المستقبل:

في الأسواق العالمية عادة ما يتم تداول مثل هذه الشركات بقيمتها الدفترية أو بمكرر ربح لا يزيد عن 10 مرات أيهما أعلى...

أعتقد ان الحال سيبقى على وضعه (مالم تحدث طفرة أخرى) أو مالم تقم هذه الشركات بوضع استراتيجيات واضحة لتنمية استثماراتها باستغلال التدفقات النقدية العالية التي تجنيها من نشاطها الرئيسي..