شهدت السوق أسبوعاً هادئاً نسبياً مع حصول الأصول ذات المخاطر على دفعة من البيانات الاقتصادية الأقوى من المتوقع الصادرة عن الصين وأستراليا واليابان. وقد عاد الإقبال على المخاطر، كما استرد الدولار الأمريكي بعضاً من مكاسبه الأخيرة.
ولاقى بيع سندات الدين الحكومية من جانب أسبانيا وإيطاليا قبولاً حسناً مما أدى إلى تضييق الهوامش مقارنة بالسندات الحكومية الألمانية. ولكن هذا لم يكن كافياً لدفع اليورو وإعادته من جديد فوق المستوى المهم البالغ 1.2150 أمام الدولار الأمريكي، مما يدل على استمرار الشعور بالقلق تجاه موقف الديون السيادية والخوف من انتشاره شرقا.
وشهد مؤشر رويترز جيفريز سي آر بي أسبوعاً جدياً، محققاً ارتفاعاًً بنسبة 2.8 في المائة، وإن كان ما يزال عالقاً في نطاق يتراوح بين 247 و259. أما سلع السكر والبن فقد شهدت ارتفاعا بأكثر من 7 في المائة، في حين تحققت مكاسب واسعة النطاق في عموم القطاعات الأخرى. وبلغ الغاز الطبيعي هدفه الأولي ارتفاعاً إلى مستوى 5.00 دولار أمريكي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية قبل أن يشهد عمليات جني أرباح، حيث فقد 1 في المائة خلال الأسبوع.
وارتفع النفط الخام وسيط غرب تكساس بنسبة 3.5 في المائة خلال الأسبوع الماضي في ظل عودة المشترين فيما شهد الدولار تراجعاً. وأثبت التحرك فوق مستوى 75.80 دولاراً أمريكياً للبرميل أنه قصير العمر، ويظل التداول ضمن النطاق هو الاستراتيجية المفضلة حتى مزيد من التوضيح بشأن الطلب وبعد أن يصير اتجاه الدولار أوضح. وقد تبين أن مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة أضعف من المتوقع مما وضع قطاع الطاقة تحت ضغط البيع حتى العطلة الأسبوعية، فيما القلق ما زال ماثلاً من الدخول في الركود مرة أخرى.
من منظور تقني، لم يتمكن عقد النفط الخام وسيط غرب تكساس تسليم شهر يوليو حتى الآن من كسر أية مستويات صعودية كبيرة. ونحن نوصي بترقب حدوث إغلاق فوق مستوى 75.80 دولارا أمريكيا للبرميل، وهو ما سيكون إشارة على تجدد القوة في اتجاه مستوى 78.50 دولاراً أمريكياً للبرميل. أما الدعم فهو موجود عند مستوى 72.75 دولاراً أمريكياً للبرميل يليه مستوى 69.50 دولاراً أمريكياً للبرميل.
شهد الذهب ارتفاعاً ليصل إلى مستوى قياسي جديد عند 1252 دولاراً أمريكياً للأوقية، ولكن المقاومة تماسكت ثم تلت ذلك عملية جني أرباح. ويواصل إجمالي أرصدة الذهب لدى صناديق الذهب المتداولة في البورصة ارتفاعه بمعدل مذهل حيث وصل إلى 65.4 مليون أوقية أو أكثر من 2000 طن.
انضم وارين بوفيت هذا الأسبوع إلى جورج سوروس في وصفه الذهب بأنه في وضع يشبه الفقاعة. فقد وصف سوروس، الذي هو نفسه يتخذ مراكز طويلة في الذهب خلافاً لبوفيت، في يناير الماضي الذهب بأنه "أضخم فقاعة أصول". كما صرح في الوقت نفسه بأنه من الرائع ركوب الفقاعة؛ لأنه - وعلى الرغم من أن الوضع قد يكون فوضوياً نوعاً ما بعد انفجارها- يمكن جني كثير من الأموال من وراء ركوبها. إذا كان حقاً يمكن وصف الوضع الحالي بأنه فقاعة، فالأمر يستحق أيضا أن ننظر إلى خصائص فقاعة السوق الصعودية النمطية.
عادة ما تتسم قمة الفقاعة بطفرة أخيرة تنفجر على نحو أكثر دوياً. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الذهب ارتفع 12 في المائة "فقط" من بداية العام حتى الآن، يتبين أننا لم نر بعد مثل هذه الطفرة. وفي هذه الأثناء، ربما تتجه المراكز الطويلة الضعيفة نحو الخروج لدى حدوث تحرك دون مستوى 1195 دولاراً أمريكياً للأوقية، في حين أن المستثمر طويل المدى سوف يظل على الأرجح يستثمر فوق دعم خط الاتجاه طويل الأمد عند 1145 دولاراً أمريكياً للأوقية.
ونحن نحترس من مزيد من التقدم في هذه المرحلة إذا أخذنا في اعتبارنا الكمية غير المسبوقة من الأموال المستثمرة في الذهب، ولا سيما من خلال الصناديق المتداولة في البورصة كما ذكرنا. والسير في عكس الاتجاه عند هذا المفترق ربما يكون سابقاً لأوانه، ولكن المستثمرين لا بد أن يكون لديهم مستوى محدد للخروج في حالة حدوث بيع تصفية.
يُعتبر مستوى المقاومة ثابتاً عند 1250 دولاراً أمريكياً للأوقية، وإذا حدث تحرك فوق ذلك فسوف يكون إشارة على التمدد نحو مقاومة خط الاتجاه عند مستوى 1375 دولاراً أمريكياً للأوقية. أما الدعم فنجده عند مستوى 1195 دولاراً أمريكياً للأوقية يليه مستوى 1165 و1145 دولاراً أمريكياً للأوقية.
انخفضت نسبة الذهب إلى الفضة مؤخرا من 70 (سعر الذهب / سعر الفضة) إلى 67، مما يشير إلى تفوق الفضة في الأداء. ويمكن أن يستمر هذا الوضع، على الأقل على المدى القصير، فيما تبدو خرائط الفضة أقل اتخاذاً لشكل القمّة مع وجود حيز أكبر يمضي فيه قبل بلوغ مستوى المقاومة المهم.
وقد وجد سعر الذرة أخيراً بعض الدعم الأسبوع الماضي حيث أظهرت بيانات العرض والطلب الشهرية الصادرة عن وزارة الزراعة الأمريكية انخفاضاً غير متوقع في مخزون هذا العام. ويمكن أن نجد أكبر مساهم فردي في هذا الانخفاض في ارتفاع إنتاج الإيثانول المستخدم كبديل للوقود.
وفي الوقت الحالي، وضع الكونجرس الأمريكي حداً مقداره 10 في المائة من الإيثانول الذي يخلط بالبنزين، ولكن كبار منتجي الإيثانول طلبوا من جهات التنظيم زيادة هذا الحد إلى 12 في المائة.
ظلت الأسعار التي تشهد انخفاضاً نتيجة ظروف الزراعة شبه المثالية في الغرب الأوسط محور التركيز الرئيسي حتى الآن. فعقد الذرة الآجل تسليم شهر ديسمبر أظهر في مرحلة معينة خسارة خلال هذا العام بنسبة 20 في المائة قبل أن يجد دعماً عند سعر 353 سنتا للبوشل، وهو ما يمثل أدنى مستوى في شهر سبتمبر 2009.
ويعطي هذا الإعلان بعض الدعم لمتاجرة نسبة المراكز الطويلة في الذرة إلى المراكز القصيرة في القمح. وخلال الشهر الماضي، تفوقت الذرة في أدائها على القمح بنسبة 10 في المائة، وفي ضوء التأثير الذي بدأت قصة الإيثانول تحدثه أخيراً، فإن هذا الأداء المتفوق جاهزٌ للاستمرار. ثمة كلمة تحذير تأتينا من الأخبار القائلة بأن أستراليا، رابع أكبر مصدّر للقمح في العالم، تواجه تهديداً محتملاً من أسوأ كارثة جراد منذ أكثر من عقدين من الزمن.
يمكن أن نجد المقاومة في عقد الذرة تسليم شهر ديسمبر عند مستوى 372 سنتا للبوشل يليه مستوى 392 سنتا ومستوى 400 سنت للبوشل، في حين أن الدعم عند مستوى 353 سنتا للبوشل.
السلع الأخرى بإيجاز:
ارتفع بن روبستا المستخدم في القهوة الفورية وتوليفات البن سريعة التحضير بشدة يومي الخميس والجمعة على خلفية بوادر انخفاض الإمدادات القادمة من فيتنام. فالصادرات الآتية من أكبر مزارع في العالم لهذه النوعية من البن انخفضت بنسبة 20 في المائة عن مستوياتها منذ عام، مما أدى إلى انخفاض المخزون الأوروبي. أما البن العربي الأعلى جودة والذي يأتي بالدرجة الأولى من البرازيل ويتم تداوله في نيويورك فقد ارتفع بنسبة 7 في المائة على خلفية المكاسب البالغة 11 في المائة التي تحققت في بن روبستا. بعد أن جرت المتاجرة في بن روبستا عند مستوى منخفض يبلغ 1282 دولاراً أمريكياً للطن المتري في مارس الماضي، بلغ سعر الطن تسليم شهر سبتمبر 1538 دولاراً أمريكياً يوم الجمعة فيما تدافع المتاجرون والمتحوطون من أجل الحصول على غطاء. وما إن يحدث استقرار في السوق، فإن بائعين جدد سوف يظهرون على الأرجح إذا أخذنا في اعتبارنا حجم الارتفاع الأخير والمشتقات الرئيسة طويل الأجل التي تشير إلى أن السوق تشهد إمداداً جيداً.
شهد النحاس أول مكاسب أسبوعية معقولة منذ أن بدأ بيع التصفية في أبريل الماضي. ويبدو أن الدولار الضعيف هو المحرك الرئيسي وراء هذا التحرك، على الرغم من أن أرقام الصادرات الصينية التي قفزت إلى أعلى مستوى لها منذ 5 أعوام ساعدت أيضا في تعزيز هذه المشاعر. وعلى الرغم من أننا رأينا النمو يتسارع في آسيا في الأسبوع الماضي، فإننا قلقون من أن يشهد النمو في الصين توقفاً أشد مما تتنبأ به السوق حالياً. وإذا تحقق هذا، فمن الممكن أن نرى المعادن الخسيسة تعاني ونحن مقبلون على الربعين الثالث والرابع. ونحن نرى خطر النحاس ينحسر بشكل كبير مع مضينا نحو نهاية العام، ليتراجع عن كثير من المكاسب التي حققها في الربع الأول من عام 2009