بالرغم مما حدث خلال السنوات الأربع الماضية من التراجعات التي حدثت في الاسواق الاقليمية إلا أننا لا يمكن باي حال من الأحوال أن نقول أن هناك فرصا استثنائية في الاسواق، فما حدث خلال السنوات الاربع الماضية ماهو إلا تنفيس للفقاعات الكبيرة التي نتجت عن طفرات الأسهم الهائلة خلال الفترة 2003 – 2006 حين سجلت اسعار الأسهم ارتفاعات كبيرة جدا تراوحت في المعدل بأكثر من 5 مرات وصعدت أسهم معينة بـ 20 و 30 مرة...
لذلك عندما تبحث و تدقق في أسعار الشركات الآن وبالرغم من كل هذه التراجعات تجد أن الأسعار ليست رخيصة جدا إلى درجة أن تقوم بنصح اقاربك ومعارفك للشراء بكل ما يملكون في سوق الاسهم كما كنا نفعل في سنوات النصف الأول من العقد الماضي..
ولكن في نفس الوقت فإن هناك أسهما في هذا السوق وفي ذاك السوق تبدو آمنة نسبيا بحيث انه يمكن للمستثمر أن يحقق عوائد مقبولة نسبيا (ليست عالية جدا) في الوقت الذي يبدو أن فرص هبوط هذه الأسهم محدودة نظرا لأن أسعار هذه الأسهم لم يعد مبالغا فيها.
إن جزءا كبيرا من تعاملات الأسواق يعتمد على ثقة المستثمرين والمتعاملين وتفاؤلهم تجاه التطورات المستقبلية، وهو مالا يزال غائبا بشكل عملي... وعندما نحلل أحجام التداول في معظم اسواق المنطقة نجد أنها لا تزال تسجل مستويات متدنية وربما يعود ذلك بسبب الصدمات المفاجئة والتداعيات المخيبة خلال السنتين الماضيتين بدءا من الأزمة المالية العالمية ثم تراجع سوق العقار في دبي ثم أزمة تعثر القصيبي و سعد ثم أزمة شركات الاستثمار في الكويت ومن ثم أزمة دبي وأخيرا و ربما ليس آخرا الديون السيادية في أوروبا.. وكل أزمة من هذه الأزمات أدت الى تصحيح في هذه الأسواق وإن تفاوت هذا التصحيح من سوق إلى آخر.. والأسواق بشكل عام لاتزال تحتاج إلى سلسلة مستمرة من الأخبار الايجابية والجيدة تعيد المتعاملين للسوق مرة أخرى وهو الشئ الذي لم يحدث إلى حد الآن سوى لفترات متقطعة.. هذه الظروف تجعل من الصعب على المستثمر أن يبحث عن تحقيق أرباح كبيرة كما كان الحال عليه في الأعوام 2003 – 2006 مثلا، فكل ارتفاع جيد للأسواق وما يتبعه من تفاؤل يقضي عليه تصحيح مفاجئ بعد عدة أشهرنتيجة لأزمة هنا أو هناك..
على كل حال فإذا كنت لاتزال في السوق وترغب في استثمارات آمنة نسبيا فأنك ستحققها اذا نسيت تماما ما حصل أيام الطفرة وما أعقبها من تداعيات، ويمكنني تلخيص الاستثمارات الآمنة حاليا في استراتيجيتين:
1. شركة يتوقع لها أن تحقق استقرارا في أرباحها على الأقل أو نموا في ظل الظروف الحالية ولا تواجه مشاكل واضحة في المستقبل القريب والمنظور أو لديها محفزات قريبة، وبالاضافة الى ذلك فإنها مقيمة بأسعار مناسبة وآمنه حاليا...
2.شركة تمر بظروف صعبة وحرجة حاليا ولكن أعمالها قابلة للتحسن ربما ليس في الاشهر القليلة القادمة وانما على المدى المتوسط... ولكن السوق قام بمعاقبتها (إنزال سعرها) بشكل يوازي فعليا الظروف الصعبة التي تمر بها وبالتالي بامكانك الاستثمار بها لأنه لم يعد هناك فرصة للنزول أكثر أو أن احتمالات النزول أصبحت محدودة... ولكن تذكر أنك يجب أن تختار شركات لا يكون لديها مشاكل عويصة سواءا في ما يخص أنشطتها أو هيكلها التمويلي، وكذلك ركز على اختيار الشركات التي تتمتع بسمعة طيبة بين المتعاملين خصوصا فيما يتعلق بادارة الشركة والقائمين عليها.. على عكس السلسلة الأخرى (أصول رخيصة في المنطقة) أعتقد أن وتيرة هذه السلسلة ستكون أسرع بسبب وجود العديد من الشركات التي يمكن أن تنطبق عليها الأوصاف أعلاه..
وأذكر بما قد قلته سابقا وهو أن كل استراتيجية استثمارية لها جوانبها السلبية فالشركات الآمنة في الغالب تكون شركات ذات أنشطة مستقرة ولا يتوقع أن تحقق قفزات كبيرة في أسعارها ولكن مقابل ذلك فإن فرص تراجعها محدودة بحيث أن المستثمر قد يتعرض لخسائر محدودة في حال عاكسته الظروف...
شكرا دكتور احمد على المقال الرائع ، ومارأيك في التعاونية للتأمين في السوق السعودي هل تنطبق عليها الأستراتيجية الأولى ( شركات أمنة) مع التحية والتقدير
بشكل عام الشركات الأمنة في سوقنا تقريبا هي الشركات التي تعتمد على الطلب المحلي مثل شركات التجزئة والاسمنت وغيرهم اما الشركات التي تعتمد على التصدير او لها تأثر بالاوضاع العالمية فهي اعلى خطورة مثل البتروكيماويات والبنوك والشركات المرتبطة بصناعة النفط بشكل. شكرا د. احمد
ما هو المكرر الربحي المقبول للشركات الآمنه من الصنف الأول أعلاه وهل شركة جرير و المراعي وهرفي و الدريس وهم في توسع مستمر ينطبق عليهم ما ذكرت يا دكتور.....صح الله بدنك ورزقك من واسع فضله .
متابعين لك دكتور .....في انتظار الجزء الثاني .... الله يحفظك
متابعين بارك الله فيك موجودة فرص حلوة ورائعة وننتظر الهبوط .... لك خالص التحايا
شكرا جزيلا لك استاذنا الكريم على هذه المقالات الرائعة. واودت ان اوجز في تعقيبي علما انك اجدت وافدت بالقول ان في : المحن فيها منح. الثروات تخلق من رحم الازمات. لك خالص التقدير
الأخ حمتو قطاع التأمين الآن في مرحلة انتقالية بسبب دخول شركات كثيرة للسوق وشخصيا أعتقد اننا يمكننا الحكم بشكل أفضل على الرابحين والخاسرين في المرحلة الانتقالية في منتصف عام 2011
الأخ ماجد.. أعتقد من 12 الى 15 مرة حسب مستويات النمو المتوقعة
دكتور أحمد أسعد الله مسائك ما رأيك في شركة جبل عمر ؟ وهل تشترى بهذا السعر ؟ ورفع الله قدرك في الدنيا والأخره
أيضاً المعجل يا دكتور ..