أعلنت هيئة سوق المال يوم الأحد 7 يونيو 2009 عن طرح 6 شركات للاكتتاب العام في توقيت تقدم يوم عن الموعد الذي تعودنا عليه في الفترة الأخيرة وهو يوم الاثنين من كل أسبوع. وعلى حد ما اذكر هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها الهيئة عن طرح شركات للاكتتاب في يوم الأحد على الأقل خلال آخر 3 سنوات( سبق ان أعلنت الهيئة خلال يوم الاحد لكن ليس طرح شركات للاكتتاب).
الطريقة التي تتبعها الهيئة في إعلانها عن الاكتتابات القادمة رغم أنها تحسنت بشكل كبير عما كانت عليه سابقاً، إلا أنها لا تزال بحاجة إلى تطوير .
في السابق كانت الهيئة تعلن عن الاكتتاب قبل بدءه بعدة أيام فقط ، مما يؤثر على اتجاه السوق الذي ما إن تعلن الهيئة عن عزمها طرح أي شركة فيه حتى نراه يتراجع بمبرر او بدونه.
وعلى الرغم من ان الهيئة استطاعت نوعاً ما التغلب على ذلك ( تأثير طرح الشركات على أداء المؤشر) من خلال إعلانها عن طرح أكثر من شركة سواءً في الوقت ذاته ، أو بمواعيد متقاربة ومجدولة لمدة تتراوح بين شهرين الى ثلاثة ، وبمساهمة من صغر الشركات المطروحة للاكتتاب وبالتالي ضعف تخصيص الأسهم للمكتتب الفرد ، إلا أن وقت خروج هذه الإعلانات لا زال يشكل عنصر إرباك للمتعاملين في السوق، ويفتح باب التكهنات حول الشركات التي ستطرح للاكتتاب والنسبة المطروحة منها.
هذه المواعيد والمعلومات يبدو أنه كان يتم استراقها ( ان صح التعبير) من قبل البعض بطريقة او بأخرى، لذلك لجأت الهيئة في الفترة الأخيرة إلى تغيير مواعيد إعلاناتها من يوم لآخر وحاولت الاعتماد على عنصر المباغتة في محاولة منها للقضاء على تسرب الإخبار وإغلاق باب التكهنات والشائعات بين المتعاملين.
فتنقلت إعلانات الهيئة بين أيام الأسبوع ابتداءَ من يوم الأربعاء الذي كان المتعاملون يترقبونه لمعرفة ما ستصدر الهيئة فيه من إعلانات إلى يوم الاثنين وهو يوم اجتماع الهيئة الأسبوعي مروراً ببقية أيام الأسبوع.
والسؤال هل الهيئة بحاجة إلى تغيير مواعيد إعلاناتها من وقت إلى آخر للقضاء على تسرب الأخبار؟ لماذا لا تبدأ الهيئة بتطبيق الشفافية التي تطالب الشركات المساهمة بتطبيقها لتكون هي القدوة للآخرين؟
ما الذي يمنع ان تقوم الهيئة بجدولة لكامل طلبات الاكتتابات التي تصلها وحالة كل طلب وأي تغير يطرأ على حالته، و ان تنشر هذه الطلبات اولاً بأول حال وصولها وبكل شفافية، كأن تعلن الهيئة ان الشركة الفلانية تقدمت بطلب طرح جزء من أسهمها للاكتتاب وان طلبها في مراحله الأولية او لم يستوفي الشروط او استوفى الشروط و ينتظر وقته للاعلان عنه.
بهذه الطريقة سيعرف الجميع ما هي الشركات التي تقدمت بطلب طرحها للاكتتاب وحجم كل طرح وهل اقترب موعده ام لا،و سيكون هذا الأمر كفيلاً بالقضاء على الإشاعات التي تستعر في السوق استعار النار في الهشيم ، كما سيساعد ذلك الهيئة في التفرغ لاداء مهامها على اكمل وجه لتطوير سوق الاسهم السعودية.
فهل ستبدأ الهيئة بتطبيق الشفافية التي تنادي بها ؟ هذا ما نتمناه جميعاً
خاتمه: منذ فترة طويلة ونحن نسمع عن قرب طرح شركات كبيرة في رأس مالها مثل البنك الاهلي والخطوط السعودية وغيرها وكلما خرج لنا قائمة اكتتابات تنفسنا الصعداء قليلاً ، ثم ما نلبث أن نضع ايدينا على قلوبنا ترقباً للقادم. فإلى متى سنبقى على هذا الحال يا هيئة السوق الماليه .
ان تقوم الهيئه باعلان كل الشركات التي تقدمت فيه ارباك كثير,خاصه ان كثير من المتعاملين تصيبهم(( أم الركب)) عند سماع اي طرح جديد, ولكن عندي اضافه لما ذكرت يا أستاذ سعود , وهو ان يكون هناك عدد معين من الشركات يتم طرحه في السنه الواحده, من 5 الى 8 شركات. ان يكون هناك معيار واضح للشركات المطروحه, من ناحية القيمه الاقتصاديه للوطن من طرحها, بحيث يبداء بالشركات التي لها ميزه نسبيه عامه, كالشركات التي ستحصل على غاز او بترول, شركات اسمنتواو معادن نفيسه. وبذلك يحقق اكثر من هدف(( مثل توزيع ثروات الوطن , احداث وظائف جديده وغير ذلك)). بنفس الوقت يجب ان لايكون السوق المالي وسيله للتكسب المالي لاصحاب الشركات القائمه, وياليت ان يكون المعيار هو(( من يستفيد من من؟)) وشكرا لك ياسعود على الفكره.