ازدياد الطلب على السيارات الفاخرة

27/05/2010 0
د.محمد إبراهيم السقا

صالات المزادات على الانتيكات والأعمال الفنية النادرة دائما ما تنتعش بشكل كبير في اوقات الرواج حيث يضمن الأغنياء وأصحاب الثروات تدفقات نقدية مستمرة من أعمالهم، وتزيد توقعات المضاربين بأن استمرار ارتفاع أسعار هذه الاصول التي تتميز بالندرة النسبية يعد أمرا مضمونا طالما أن النشاط الاقتصادي في حالة انتعاش. فكافة الدراسات تثبت أن الارتفاع في اسعار هذه  السلع النادرة غالبا ما يكون أعلى من معدل التضخم المتوقع في الاقتصاد، مما يعني أن الاستثمار في مثل هذه الاصول هو أمر مجز على المدى الطويل (وليس على المدى القصير) لأنها ليس فقط تحتفظ بالقيمة الحقيقية لها في مواجهة اتجاهات معدلات التضخم، وإنما تحقق زيادة في اسعارها تفوق هذه المعدلات. لذلك نجد أن قطع الانتيكات غالبا ما تكون مسجلة، وفي كثير من الاحيان بأسماء مالكيها والاسعار المتوقعة لهذه الأعمال.

كذلك الوضع بالنسبة لسلع الاستهلاك التفاخري، مثل السلع غالية الثمن كالسيارات  الرياضية، أو السلع التي يشتريها الناس ليس للخدمة التي تقدمها أو للإشباع الذي يحصلون عليه من منفعة تلك السلع، وإنما لكي يقدموا انفسهم الى  المجتمع على أنهم ينتمون الى تلك الطبقات التي تستهلك هذه السلع التي لا يستطيع أن يشتريها أحد، إلا الصفوة من اصحاب الثروات، وهنا بعد نفسي هام في قرار الشراء، مدفوعا بما يسمى بدافع المحاكاة أو التقليد Demonstration effect، أو الحرص على التفاخر Show off، هذا البعد يستغله صناع هذه السلع فيحرصون دائما على ابتكار موديلات جديدة منها تحتوي على مواصفات خيالية أو أن تسعر على نحو خيالي، لأنهم يعلمون أنهم كلما بالغوا في تسعير هذه السلع كلما ازداد حرص المستهلكين لها على اقتناءها. البعض يعتبر الاقدام على مثل هذا القرار بدفع هذا المبلغ الهائل في سيارة مثل هذه هو نوع من النقص أو الضعف النفسي.

بالنسبة لعلماء الاقتصاد، الشخص المشتري في هذه الحالة يعد رشيدا من الناحية الاقتصادية، لأنه يقارن بين تكلفة الفرصة البديلة للنقود التي يدفعها في هذه السيارة المرتفعة الثمن والمنفعة الحدية التي يحصل عليها من اقتناءها والسير بها في الطرق، فيجد أن منفعته الحدية أكبر من أو على الاقل تساوي تكلفة الفرصة البديلة للنقود التي دفعها ثمنا لهذه السيارة غالية الثمن، ومن ثم يقدم على شراءها.

أحيانا ونحن نسير في الطرق نسمع صوتا مزعجا جدا لسيارات مثل الموستانج، ونتسائل من هذا الذي يحرص على أن يزعجنا ويصم آذاننا لبعض الوقت حتى ينطلق بعيدا عنا بسيارته فيتوقف عن إيذاءنا بصوت سيارته، بل وفي بعض الاحيان بدعواتنا عليه. مثل هذه السيارة يحرص مصمموها على أن تصدر ضوضاء هائلة وهي تسير في الطرق، لا لسبب إلا لأن قائدي مثل هذه السيارات يريدون أن ينبهوا عن أنفسهم وهم يقودون مثل هذه السيارات، وكأنهم يريدون أن يقولوا لنا، نحن هنا نسير في الطريق انظروا الينا ونحن نقود هذه السيارة ذات الصوت المزعج. هؤلاء يعتبرون حاليا ممن يلوثون البيئة، لأن الضوضاء المرتفعة والصوت الذي يصم الآذان يعد حاليا من صور تلوث البيئة المحيطة بنا، وما زلنا حتى هذه  اللحظة في انتظار انتصار انصار حماية البيئة باصدار تشريعات تحرم السير بمثل هذه السيارات في الطرق العامة حماية لنا من آثارها السلبية علينا، على الاقل على تركيزنا الذي نفقده لأن سيادته يمر بجانبنا، وسوف نصفق لهم عندما ينجحون في ذلك.

المهم في الموضوع أن هذين النوعين من السلع أصبح ينظر اليهما على أنهما من مؤشرات الدورة الاقتصادية، بمعنى آخر يمكن أن نستدل على مدى قوة الاقتصاد او ضعفه من خلال متابعة التطورات التي تحدث في الطلب على هذه السلع ومن ثم على اتجاهات أسعارها، فعندما يميل الطلب على هذه السلع نحو الارتفاع فإننا نعتبر ذلك دليلا على أننا مقبلون على، أو أننا بالفعل نعيش في حالة، رواج، وعندما يقل الطلب على هذه السلع فإننا نحكم على النشاط الاقتصادي بأنه بدأ بالفعل يواجه حالة ركود.

وكالات السيارات الرياضية الفاخرة تواجه اليوم طلبات متزايدة على أحدث الموديلات التي تعرضها. جانب من هذا الطلب يتم من قبل المتعاملين في أسواق السلع والمال، وفقا لتقرير نشرته بلوم برح أمس الثلاثاء 25 مايو، وذلك بعد ان انخفض الطلب على هذه السيارات بعد انهيار بنك ليمان براذرز واشتعال الأزمة المالية العالمية. ماذا يعني هذا الإقبال المتزايد على هذه السيارات الخيالية في سعرها، إنه ببساطة شديدة يعني أن استعادة النشاط الاقتصادي قد أخذت طريقها بالفعل على ارض الواقع وأن الأغنياء وأصحاب المدخرات الآن أكثر اطمئنانا من أي وقت مضى على تدفقات النقود المستقبلية إلى حساباتهم المصرفية، ولذلك أخذوا في رفع استهلاكهم الفاخر مرة أخرى. ماركات السيارات المعروفة بأسعارها الخيالية تواجه طلبا متزايدا وهو ما يؤدي إلى تزايد الضغوط نحو رفع أسعارها. على سبيل المثال ارتفع الطلب في الولايات المتحدة على السيارات التي تزيد أسعارها عن 100 ألف دولار هذا العام بحوالي 42% وفقا لـ IHS Global Insight، على الرغم من أن الناتج المحلي الإجمالي لم ينم بأكثر من3% قليلا. في ظل هذه الأوضاع ووفقا للتوقعات من الممكن أن ترتفع أسعار السيارات الرياضية بنسبة 20%.

 ومن المعلوم، كما أشير أعلاه، أن الطلب على السلع المعمرة والسلع عالية الرفاهية يزداد في حالة واحدة فقط، هي حالة الرواج واطمئنان أصحاب المدخرات على سلامة أوضاعهم المالية، فيبدأون في ضخ الأموال في صالات مزادات الانتيكات وسلع الاستهلاك التفاخري، مثل السيارات الرياضية مرتفعة الثمن. للمهتمين فقط، وأنا ولله الحمد لست منهم، فالسيارة بالنسبة لي هي آلة توصلني من مكان الى آخر، أي سيارة تؤدي هذه الوظيفة لي بأمان وبراحة عادية، فهي سيارة بغض النظر عن ثمنها أو ماركتها أو نظرة الناس اليها، الأشكال التالية توضع أغلى 10 سيارات رياضية في العالم وأسعارها.

السيارة رقم 10 Porsche Carrera GT بسعر 440000، دولارا أمريكيا.

 السيارة رقم 9 Mercedes Benz SLR McLaren Roadster بسعر 495000 دولارا أمريكيا.

 السيارة رقم 8 Koenigsegg CCX بسعر 545568 دولارا أمريكيا.

 السيارة رقم 7، Saleen S7 Twin Turbo بسعر 555000 دولارا أمريكيا.

السيارة رقم 6، SSC Ultimate Aero بسعر 654000 دولارا أمريكيا.

 السيارة رقم 5 Pagani Zonda C12 F بسعر 667000 دولارا أمريكيا.

 السيارة رقم 4 Ferrari Enzo بسعر 670000 دولارا أمريكيا.

 السيارة رقم 3 McLaren F1، بسعر 970000 دولارا أمريكيا.

 السيارة رقم 2 Lamborghini Reventon بسعر 1600000 (مليون وستمائة ألف)دولارا أمريكيا.

 السيارة رقم 1 Bugatti Veyron بسعر يساوي 1700000(مليون وسبعمائة ألف)دولارا أمريكيا. تخيل ماذا يمكن أن يحدث لو تعرضت هذه السيارة لحادث مدمر(الاجابة هي لا شيء، انظر الى المسكن الذي تقف أمامه السيارة لكي تدرك ما هي قيمتها بالنسبة لمالكها).

 المصدر:http://www.businessinsider.com/pend-up-demand-for-sportscars-2010-5#-10-porsche-carrera-gt-440000-1