في وقت اكتست فيه غالبية أسواق المال العالمية باللون الأحمر.. وفي الوقت الذي تحول فيه إتجاه معظم المؤشرات العالمية نحو الأسفل.. وفي الوقت الذي ظهرت فيه شركات قلائل تصدت لكل ذلك وارتفعت أسهمها إلى مستويات قياسية لم تسجلها حتى وقت بحبوحة الاسواق.. هنا سطع نجم شخصيات ومدراء تنفيذيين كانوا خلف هذه الطفرة وخلف المستويات القياسية التي بلغتها أسهم شركاتهم.
وفي الوقت الذي كثُر فيه الحديث عن أفضل التداولات لشخصيات معروفة مثلما تطرق إليه كتاب " The Greatest Trade Ever" لغريغ زوكرمان والذي تحدث فيه عن نجاح جون بالسون – مؤسس ورئيس صندوق بالسون- الذي بلغت في وقت معين إيراداته 10 مليار دولار في اليوم الواحد، في هذا الوقت ايضا سيبدأ فيه الحديث عن أغبى وأخيب عملية تداول.
طبعا وصف مثل هذا هو لتداولات بخسارة، وماكان ليطلق هذا الوصف عن عملية لشخص عادي أو جهة عادية بل يخص شخصية كبيرة مُنيت بخسارة كبيرة ايضا.
إنها خسارة بـ 10 مليار دولار وقد دفع حقها من وصف بكونه أفضل رئيس تنفيذي.. ألا وهو ستيف جوبز، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ابل وهو من كان خلف أعظم إبداعات تقنيات المعلومات في وقتنا الحالي.
وتبدا القصة عام 2003 وقت باع جوبز جزءا كبيرا من حصته في شركة ابل التي تراجع سعر سهمها آنذاك إلى 7 دولارات، واحتفظ وقتها بنحو 10 مليون سهم عادلت قيمتها آنذاك 75 مليون دولارا وتعادل قيمتها حاليا 2.5 مليار دولار.
وكما أن لكل جواد كبوة، تمثلت كبوة جوبز وخيبته في الحصة التي باعها وقتذاك والتي قدرت بحوالي 40 مليون سهم باتت قيمتها تعادل 10 مليار دولار.
يبدو أنّ خسارة جوبز المالية كبيرة وهي للأسف أيضا خسارة معنوية لامحالة، فقد كان من شأن هذا المبلغ الكبير في لفظه وفي حقيقته أن يجعل جوبز يقفز قفزة نوعية، من ترتيبة الـ 136 ضمن قائمة فوربس لأثرياء العالم إلى المرتبة الـ 32 في نفس القائمة.
هذا وبالرغم من كل ذلك، يبقى منى الكثيرين من محبي جوبز ان يروه يوما يرتدي بدلة رسمية خاصة وقت اعلانه عن منتج جديد وألا تكون ندمته على هذه الكبوة سبب إرتداءه لكنزة سوداء وبنطال جينز وحذاء رياضي كما هو الحال في كثير من الأوقات التي ظهر فيها متحدثا وشارحا لمنتج من المنتجات الجديدة لآبل.
ربح المال ليس كل شيء يا أخت هدى... ولا تعتبر كبوة بالنسبة لجوبز... فعندما عاد إلى أبل هو نفسه الذي صنع مجدها، لأنه من أكبر المبتكرين في القرن الواحد والعشرين... كما أرجع الشركة التي أسسها إلى الربحية بعد الوصول إلى حافة الإفلاس... كما أن البدلة الرسمية لا تصنع الناس!!!
توضيح : جون بولسون ربح 10$ مليون/يوم في 2007 وليس 10$ بليون/يوم ، وبالمناسبة تفوق عليه ديفيد تبر في ال 2009 حيث ربح 11$ مليون/يوم