العم "حسنين" يطرق الباب متعبا منهكا، يهرول الحفيد "يوسف" بفتح الباب مرحبا ببائع اللبن (الحليب باللهجة المصرية) سائلا جدته "عاوزين لبن ؟"، ترد الجدة بهدوء "كيلو إلا ربع جاموسي و خلي عم حسنين يمر بكرة ياخد الشهر.
"تعاتب الأم الجدة متسائلة" لسه يأمي بنشتري اللبن السريح؟"، تبتسم الجدة بعفوية "طول عمرنا بنشتري اللبن علي الباب وبندفع أخر الشهر" هذا هو حال 80% من البيوت المصرية، تعتمد علي الحليب الطازج الغير معلب سواء من باعة الحليب المتجولين علي الابواب أو من تنكات الحليب عند البقال المجاور وتعبأ في أكياس شفافة حسب طلب الأسرة اليومي علي أن تقوم الأم بغلي الحليب جيدا و حفظه فيما بعد في البراد فتكشط القشدة وأستغلالها فيما بعد ويبقي الحليب منزوع الدهن لأغراض المنزل المتنوعة.
هذة المقدمة واجبة للقأري (الغير مصري) كي يتقبل فكرة دخول لاعبين وكيانات كبيرة جدا علي صناعة الألبان المصرية، ففي خلال الشهر الجاري تم الأعلان رسميا عن دخول شركة "المراعي" السعودية للسوق المصري بالأستحواذ علي 100% من شركة "بيتي" الشهيرة بقيمة 645 مليون جنية مصري (تشمل شراء 185 فدان أي أكثر من 750 الف متر مربع تستغل في تربية قطعان الماشية) وكانت الصفقة الثانية أستحواذ شركة "جذور – الذراع المالي لمجموعة القلعة" علي شركة "أنجوي" العاملة في الالبان والعصائر بقيمة 80 مليون جنية مصري.
إن شركتي "المراعي" و "الجذور" تعدان لأختراق واعد لصناعة الألبان المصرية حيث أن الصناعة في مصر مازالت وليدة ولها فرص قوية جدا للنمو، وذلك لأن نسبة صغيرة من المصريين تشرب الحليب المصنع وهي لا تتعدي في أحسن التقديرات 20% من المستهلكين، في حين أن دولة مثل المملكة العربية السعودية (25 مليون نسمة) تستهلك سنويا نحو 3 مليارات عبوة من الالبان والعصائر، فأن مصر تستهلك حاليا مليار عبوة تقريبا.
و بنظرة سريعة للسوق المصري، نجد أن اللاعب الأساسي هي شركة "جهينة" و مصدر قوتها ليس حجم إنتاجها ولكن شبكة التوزيع القوية ومن هنا تكمن حكمة قرار "المراعي" بشراء شركة مثل "بيتي" المسيطرة علي 20% من سوق الحليب المصنع بمبيعات تقترب من 300 مليون جنية وبشبكة توزيع أقل كثيرا من "جهينة".
ببساطة خريطة السوق ستتحول سريعا لصالح الأقوي وهي "المراعي" القادرة علي التوسع الافقي والرأسي لأرتفاع مقدراتها المالية كذلك قدرتها علي فرض سياسة سعرية جديدة من شأنها التوزيع علي نطاق جغرافي أوسع أضافة لقدرة المراعي المعروفة في عمل الدعايات المنظمة لأسمها وللتحول من البيع المتجول الغير منظم الي الألبان المصنعة الأمنة... كل هذا يضمن سيطرة شبه تامة لـ "المراعي- بيتي" علي السوق المصري.
تحية لشركة "المراعي" وتمنياتنا بالتوفيق لها في أختراق السوق المصري مع أعتقادي أن عدد كبيرا من المصريين يشاركوني ذات الرأي في الترحيب بالأستثمار الجاد ذو البصيرة.
من جدة بنقول اهلا وسهلا اهلا وسهلا بالمراعى فى بيتنا فى مصر -- فى حوارى مع زوجتى صباحا قبل ذهابى الى العمل قالت سنسافر الى مصر فى الاجازة وننحرم من زبادى المراعى ياريت وانت جاى تجيب معاك شوية زبادى المراعى علشان احمد ( عمرة سنة) بيحبها وانت عارب الزبادى فى مصر ؟؟ الحجم والطعم؟ مع تحياتى لشركة المراعى وتمنياتى لها بالتوفيق د.ممدوح عبد المحسن
أظن ان بالفعل الخطوة ممتازة و لكن لا ننسي أن هناك شركة فرنسية دخلت السوق و ما عملتش المأمول لكن عموما فعلا مصر تحتاج لتطوير في قطاع الألبان و العصائر و لو فعلا المراعي قامت بتغطية القاهرة (20 مليون) و أسكندرية (6 مليون) ستكتسح السوق ببساطة
أضافة للموضوع رابطة منتجي ألبان مصر اعلنوا أن السعر العادل للبن الخام 3 جنية و بالمناسبة لو وزارة التجارة و الصناعة ماخدتش بالسعر العادل فأن المنتجين الصغار و المربين حيقفلوا و يدبحوا مواشيهم في خلال سنتين مع أن المزارع المصرية بما فيها الكبار زي بيتي و لا إنجوي و لا حتي مزارع دينا محتاجين يزيدوا إنتاجهم علي الأقل 3 أضعاف عشان توفي بالكاد أحتياجات السوق المصري أكيد بنرحب بالمراعي
أكيد الفكرة ممتازة لكن المهم التنفيذ الحقيقة انا لا أملك المعرفة عن المراعي و لكن يبدو أنها ذات سمعة لدي المغتربين بدليل تعليق الدكتور ممدوح!!!