استقالة سيمون عزام ليست عادية كمثل استقالات أخرى فهو أحد خمسة مؤسسين للشركة قبل 23 سنة واستمر يقودها كل هذه الفترة وبالاضافة الى ذلك فهي تأتي في وقت حرج بالنسبة للشركة التي تعاني من مشاكل سيولة بسبب الاقتراض المكثف خلال العامين الماضيين لتطوير مجموعة من العقارات الكبيرة في دبي سواء في مركز دبي المالي او في الموتور سيتي.
استقالة عزام لم تكن الخبر الوحيد السئ هذا الاسبوع فبعد يومين من إعلان الاستقالة قالت الشركة انها ستتأخر في تسليم برج اللايمستون وفندق الريتز كارلتون في مركز دبي المالي بسبب شح التمويل من قبل البنوك..
أدت هذه الاخبار الى تراجع سعر سهم الشركة في سوق دبي من مستوى 1.30 درهما يوم الاحد إلى 1.04 درهم في اقفال يوم الخميس اي بتراجع حوالي 20 % خلال الاسبوع.
تنبع مشاكل الشركة من كونها دخلت معمعة المشاريع الكبيرة في وقت متأخر نسبيا (2006 و 2007) وحينما انهار السوق في نهاية عام 2008 كانت الشركة لا تزال في طور الانشاء لهذه المشاريع وادى كل ذلك إلى مشكلة في السيولة حيث ان الشركة اقترضت بشكل كبير لتمويل بناء المشاريع وعند اكتمال المشاريع (2009 و 2010) ربما لن تجد المشترين لهذه العقارات.
الشركة باعت جزءا من هذه المشاريع مسبقا ولكن قد يتخلف العديد من المشترين عن الدفع عندما تحل مواعيد الاستحقاق المتأخرة خصوصا وأن سعر المتر في الوحدات السكنية التي تنشئها في مركز دبي المالي تعد من بين الأعلى في دبي (3400 درهم للقدم المربع) أو بمعنى آخر فإن سعر الشقة المكونة من غرفة واحدة يزيد على 3 مليون درهم.
قبل مرحلة المشاريع الكبيرة وطوال الـ 20 سنة الاولى من عمرها كانت شركة الاتحاد العقارية من الشركات المتحفظة التي تستثمر في بناء العقارات المخصصة للايجار سواء الفلل او الشقق وحتى عام 2005 كان مشروع الـ (غرين سيتي) في جبل علي أكبر مشروع انشأته وهو مشروع صغير نسبيا مقارنة بالمشاريع اللاحقة.
وبالرغم من مشاكل السيولة التي تعاني منها الا انها تبقى واحدة من الشركات التي يمكن ان تتلقى دعما من حكومة دبي بسبب كون بنك الامارات دبي الوطني يمتلك حصة في الشركة تقترب من النصف.
وبالعودة الى خبر استقالة سيمون عزام فإن الخبر الذي نشر على موقع سوق دبي المالي كان مقتضبا ولم يشر من قريب أو بعيد حول سبب الاستقالة المفاجئة وهل هناك مشاكل في الادارة العليا حول استراتيجية الشركة المستقبلية.
أخيرا يجب أن اذكر بأن سيمون عزام ذكر في مقابلة له في شهر يوليو 2007 بأن سوق العقارات في دبي لا يزال في مرحلة المهد (أي في بداية نموه) وان الحديث عن فقاعة في السوق لا يزال مبكرا جدا... بالتأكيد فهذا التوقع بدا خاطئا جدا بعد 14 شهرا من هذه المقابلة.
عاش الطفرة وراح .. والركود على المساهمين
فعلا استقالة في وقت حرج جدا ولا بد أن وراء الأكمة ما وراءها