لي بعض الأسهم في سوق دبي، وكنت قد انشغلت عن التداول في الفترة الأخيرة بسبب سفري إلى سوريا في مهمة عمل تستغرق بعض الأيام، لكن ذلك لم يمنعني من متابعة سوق دبي بين فترة وأخرى.
لكن ما حدث اليوم قد يكون إشارة مهمة إلى أهمية الإتصالات في سوق الإمارات وفي التداول في كافة أسواق العالم. البداية كانت عندما اتصل بي صديق في سوريا أيضا, أخبرني بعدم تمكنه من وضع أمر شراء باستخدام نظام التداول الإلكتروني الخاص بوسيطه وكان غاضبا يقول لي أنها ساعة نحس عندما قام بتغيير الوسيط السابق إلى الحالي، فذهبت إليه لأرى ما الأمر ومكان اقامته لا تبعد سوى بناء واحد، وعندما وصلت كان سعيدا لأنه كان ينوي الشراء بسعر أعلى مما وصل إليه السوق لكنه مايزال مصرا على وضع أمر شراء. فتحت جهاز المحمول الذي معي وفتحت برنامج التداول الخاص بالوسيط الذي أقوم بالتداول عن طريقه، و المفاجأة كانت أني غير قادر على الإتصال أيضا، ويبدو أن المشكلة لم يكن للوسيط الأول دخل فيها.
بعد عدة محاولات تم الاتصال بنجاح وأصبحنا في منتصف وقت التداول ولم نفعل شيء، وأثناء وضع الأمر توقف البرنامج عن العمل ولم نعد قادرين على الدخول مرة ثانية.
كان من الواضح أن هناك مشكلة ما في الاتصال، وأول ما خطر ببالنا أن المشكلة تتعلق بمزود خدمة الإنترنت، وهذا ما جعلنا نقوم باستخدام بروكسي أخر لكن بدون فائدة. قمنا باستخدام متصفح انرنت فيرفوكس بدلا من انترنت اكسبلورر ايضا لم يعطي ذلك نتيجة. حاولنا الدخول إلى مواقع أخرى مثل غوغل، ياهو، مايكروسوفت وغيرها وجميعها تعمل بلا مشاكل، فما المشكلة إذن؟؟؟
صديقي لم يعد يطيق الإنتظار أكثر وقام بإجراء مكالمة دولية مع وسيطه من أجل وضع الأمر يدويا من قبل الوسيط، أما بالنسبة لي لم عندي مشكلة فعدد الأسهم في سوق دبي ليس كبيرا.
لكن هذا الأمر دفعني للبحث عن سبب هذه المشكلة وحلها قمنا بتجربة وضع اسم الوسيط بهدف البحث عن عنوانه على شبكة الإنترت IP باستخدام سطر الأوامر وتنفيذ الأمر Ping فكانت الصدمة كما هي في الصورة.
الأوامر السابقة تظهر أنه توجد مشكلة في الاستعلام عن عنوان الوسيط على الإنترنت بينما لا مشكلة عند الاستعلام عن محرك البحث غوغل وهذه هي الصدمة الأولى، وإذا كنتم خارج الإمارات الآن، يمكنكم القيام بهذه التجربة بأنفسكم فالمشكلة ما تزال إلى الأن مع ملاحظة أني أخفيت اسم الوسيط وعنوانه على الشبكة IP حتى لا نسيئ إليه بدون قصد وحتى لا تكون دعاية لأحد.
أعدنا البحث عدة مرات على عدة مواقع خارج الإمارات ولا توجد مشكلة، لكن كان من الصعب تصديق أن الأمر مجرد صدفة أن تكون المشكلة في موقع الوسيط عندي وبنفس الوقت في موقع الوسيط الأخر الذي يتادول عن طريقه صديقي.
والذي يظهر عناوين محجوزة في الإمارات والتي من بينها عنوان الوسيط لدي، والمفاجئة أن أغلب هذه العناوين عند الاستعلام أظهرت مشكلة في الوصول إليها، وأغلبها وليست جميعها، وفي وسط هذه الأحداث التي مرت بمرور الوقت وبينما كنت أقوم بمتابعة تجريب بعض العناوين الأخرى في الإمارات قام صديقي بفتح صفحة موقع سوق دبي http://www3.dfm.ae/default.aspx لكن عندما قمت بالاستعلام عنه عن طريق الشاشة السوداء لم أكن قادرا على الوصول إليه.
وهذا ما صدمنا مرة أخرى، فما الذي يحصل؟؟؟ ما نزال لا نعلم، ويبدو أن بعض المواقع الإماراتية غير قادرة على ربط اسم الموقع مع عنوانه ولا يمكن فتحه أو الوصول إليه.
ما سبب الحيرة والصدمة أكثر أن موضوع الإتصالات أثير اليوم في منتدى الإمارات للأوراق المالية، وقام أحدهم بطرح موضوع عدم تمكنه من الاتصال والتداول الكترونيا بسب انقطاع كبلات الانترنت، وربما هذا له علاقة بوضع السوق حاليا، فإن صحت علاقة انقطاع الإنترنت بالتداولات لهذا اليوم فهذا أحد أخطر الأسباب التي تهدد أي سوق بما فيها الإمارات.
ويقوم سوق دبي وأبو وظبي بعرض احصائيات يومية مختلفة عن نشاط التداول في السوق، لكن اليوم يجب على السوق تقديم احصائيات حول عدد المتداولين الذي يقوموا بالاتصال والتداول من خارج الإمارات، والموضوع بسيط جدا، فأسواق الإمارات تملك بيانات المتداولين ومعلومات عن جوازات سفرهم، ويمكنها عن طريق الربط الإلكتروني مع بيانات جوزات السفر الموجودة لدى حكومة الإمارات في المطارات الاستعلام ومعرفة هل الشخص الذي يقوم بالتداول الإلكتروني لهذا اليوم موجود في الإمارات أم لا؟ وهذا قد يثير حفظية الكثير حول إمكانية معرفة مثل هذه المعلومات، لكن يمكن التعامل معها كمعلومات مجمعة وليست فردية كأن يرسل السوق أرقام جوازات السفر ويتم الرد على شكل عدد يعبر عن مجموع جوازات السفر داخل الإمارات, وبالتالي يمكن للسوق معرفة عدد الذين يستثمرون في أسواق الإمارات وهم خارج الإمارات حالياً لكل يوم بدقة.
الأمر الأخر الخطير الذي يجب وضع حل له هو موضوع الإتصال الإلكتروني فعلى الإمارات وجميع الادول التي تسعى لتسهيل التداول عن طريق الإنترنت أن تقوم باستخدام عدة طرق للوصول إلى الإنترنت لا أن تعتمد على كبل بحري واحد يؤدي انقطاعه إلى تعطيل أو شلل التداول الإلكتروني، لأنه في حال كون عدد المتداولين من خارج الإمارات كبيرا، فهذا معناه أن تداولات أسواق المال اليوم وكل يوم في يد الإتصالات عبر الإنترنت، فعند إنقطاع الإتصال سيكون التداول ضعيفا، والعكس بالعكس، فأمثالي الذين يملكون عدد صغير من الأسهم لا يتأثروا بهذا كثيرا، لكن من كان مسافرا خارج الإمارات وكذلك المتداولين الأجانب سيتضررون كثيرا من هذه الحوادث.
لكن بالنهاية برايي الشخصي أن سوق الإمارات هي من أفضل أسواق المنطقة إن لم يكن عالميا، وأسف على ذكر الكثير من الأمور التقنية التي تتعلق بتحليل مشكلة الإتصال في البداية، لكن أحببت أن أذكر بعض النقاط التي تتعلق بشكل مباشر بتداولات أسواق المال، بالإضافة إلى دعم ما أقوله بالخطوات التي تثبت أن هناك مشكلة في الإتصال مع كثير من المواقع الإماراتية وليس فقط مواقع الوسطاء ومواقع أسواق المال الإماراتية على الأقل لهذا اليوم بشكل مؤقت.
الموضوع جميل لكن الفقره الاخيره عليها مليون علامة استفهام: "لكن بالنهاية برايي الشخصي أن سوق الإمارات هي من أفضل أسواق المنطقة إن لم يكن عالميا،" ربما تقصد أسوأ أسواق المنطقه و العالم.
اليس السبب هو سوء وبطء الانترنت في البلد الذي كنت فيه (سوريا)..احيانا هناك فروقا كبيره في سرعة النت اذا كانت المواقع داخل البلد او خارجه . لو كنت تتصل مثلا من لندن .هل كنت ستواجه نفس المشكله.