أثبتت الدراسات الحديثة أنّ صناعة البتروكيماويات قد تترك بصماتها في قطاعات حيوية مختلفة، وليس قطاع الهندسة والإنشاءات في منأً من ذلك.. فقد دخلت مكوناتٌ ومواد بتروكيماوية ضمن مواد البناء والتطوير العقاري وأضحت أحد العناصر الهامة فيها.
وحيث تستفيد شركات المقاولات من ميزات هذه المواد وتستعملها كمحسنات في خلال مراحل بناء وإنجاز المشاريع، هناك مواد بتروكيماوية أخرى تستخدم ايضا فيما بعد الإنجاز وفي الترميم والتدعيم كمثل البوليمرات المسلحه بالالياف (FRP).
فبعد أن أكّدت التجارب فاعلية البوليمرات المسلحه بالالياف (FRP) باتت هذه المواد المركبة بمثابة الحل البديل لتعزيز الهياكل الخرسانية وزادت أهمية إستخدامها في إصلاح وتدعيم المنشآت الخرسانية؛ باعتبارها أحد أهم المواد المستحدثة والجديدة متعددة المزايا، والتي أثبتت فاعليتها علي مستوى البحث والتطبيق في إعادة إصلاح الشروخ في المباني وإعادة تأهيل المنشآت، ذلك لما تمتاز به من مقاومة للاحتكاك والتآكل وعزلها الكهربائي وضعفها في التوصيل الحراري ومقاومتها للأشعة فوق البنفسجية...إلخ.
وقد استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية هذه التقنية منذ مايزيد عن 10 سنوات، حيث إستغلتها في ترميم الكثير من الجسور، وبدات في تشغيل أول جسر مرمم بمواد الـ FRP عام 1996، كما أنّ عددا من الدول العربية تستخدم هذه التقنية أيضا، فعلى سبيل المثال إستخدمتها شركات في الإمارات منذ مايزيد عن ثماني سنوات.
وفي وقت كمثل الأزمة الإقتصادية، وبالرغم من بعض التحفظات حول أسعار الـ FRP؛ يبدو أنّ تدمير المباني أوالجسور لإعادة بنائها من جديد لم يعد الحل الأمثل، بل بات من الأفضل ترميمها واللجوء إلى إستخدام تقنيات ومواد كالـ FRP من شأنها المساعدة في ذلك وحتى في تحسين عيوب الإنجاز أو أخطاء التخطيط والتصميم ومن ثم تقليص فترة جاهزية المبنى (أو الجسر..).