التكنولوجيا الصديقة للبيئة تقتحم قطاع النقل

04/04/2010 0
مهند عنبرة

فيما تسعى دول عربية كبيرة ومهمة، بعد تأخير كبير، لإدخال خدمة "المترو" في قطاع النقل لديها، تلجأ دول أخرى إلى طريقة جديدة لتحويل وسائل النقل العام إلى وسائل صديقة للبيئة من خلال استخدام تكنولوجيا مستخدمة في فرش الأسنان الكهربائية، وفي أمواس الحلاقة لمد السيارات والحافلات بالطاقة، في ظاهرة جديدة من ظواهر كانت خيالية في زمن ليس بالبعيد.

وتستمد وسيلة النقل الكهربائية الجديدة، الطاقة من ألواح مزروعة في الطرق، تنقل الطاقة من خلال اتصالات مغناطيسية، ولا توجد بين الحافلة والألواح أي أسلاك تصل بينها، وتمتص العربات المثبت في جنبها أجهزة مغناطيسية تعمل بالمجسات، الطاقة لدى مرورها فوق ألواح مدفونة على عمق بضعة سنتيمترات من سطح الطريق.

والألواح المدفونة في الأرض موصلة بشبكات كهربائية صغيرة، وتزرع في الطرق التي تسلكها الحافلات، وفي التقاطعات حتى تتزود العربات بالطاقة أثناء تباطؤ حركة المرور. وتزود العربات في هذه الأثناء "بشحنات كهربية صغيرة" كلما مرت على الألواح.

وتعد الجامعات التكنولوجية في كوريا الجنوبية السباقة في هذا الاختراع، حيث أعلنت تلك الجامعات الواقعة على بعد نحو 140 كيلومتراً جنوبي العاصمة سول أن لديها أربعة نماذج من الحافلات الجديدة التي تستخدم هذه التكنولوجيا داخل حرم الجامعة، وتجري محادثات مع العاصمة سول، ومدن أخرى لتشغيل هذا النوع من الحافلات خلال الثلاث سنوات القادمة.

وخلافاً لخطوط الكهرباء التي تستخدمها قطارات المترو لا تحتاج هذه العربات إلى أن تكون على اتصال دائم بالألواح، ولو مسها أي شخص لن يتكهرب.

ويعمل هذا النقل الكهربائي دون الاتصال المباشر من خلال أجهزة مغناطيسية وأسلاك أسفل جانب العربة، وهو نظام مستخدم في فرش الأسنان الكهربائية المغلقة المقاومة للماء التي لا تحتاج، لأن توضع في مقابس الكهرباء حتى تعمل، بل تستخدم وصلات مغناطيسية لتحصل على الطاقة اللازمة لتشغيلها عن بعد.

وتبلغ تكلفة تركيب هذا النظام 400 مليون وون (353500 دولار) لكل كيلومتر من الطرق هذا بخلاف ثمن الكهرباء.

أن تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي أبداً .. هذا بالعودة لسعي دولنا العربية بعد عناء طويل عاناه المواطن من وسائل النقل، إما المتهالكة أو غير المخدومة أو الموجودة أساساً.

ويجب علينا البدء بتطوير ودعم القطاع التعليمي، ومجال الابتكار التابع للجامعات، والمعاهد، والحر أيضاً، لتنهض مجدداً العقول العربية وتقوم بالابتكارات والدراسات التي تخدم قطاعات كثيرة مثل قطاع النقل وغيره، وتقوم بدورها بدعم الصناعات والاقتصاد الوطني ...