بانتظار موجة جديدة لارتفاع اسعار الحديد ومزيد من التقلبات في الاسعار

ناصر اّل مبارك

91

يبدو من شبه المؤكد أننا سنشهد موجة جديدة لارتفاع اسعار الحديد الصلب بعد الأنباء التي وردت يوم أمس عن أن شركة "فالي" البرازيلية، التي تعد من أكبر منتجي الحديد الخام، و شركة "نيبون ستيل" اليابانية، التي تعتبر ثاني أكبر مصنع للحديد في العالم، قد اتفقا على سعر جديد للحديد الخام..

الإتفاق المبرم بين الشركتين يسمح برفع اسعار الحديد الخام بـ 90 % خلال الربع الثاني من العام الحالي ويسري مفعوله منذ الأول من أبريل، وذلك لمواكبة ارتفاع أسعار الحديد الخام في الأسواق الفورية الذي ارتفع بنفس النسبة تقريبا منذ شهر سبتمبر الماضي.. وبذلك يرتفع سعر الطن الواحد من الخام إلى 105 دولار..

الاتفاق يسري أيضا على شركة كبيرة أخرى منتجة للحديد الصلب وهو شركة "بوسكو" الكورية نظرا لكونها تتفاوض بطريقة مشتركة مع "نيبون ستيل"..

هذا الاتفاق يمثل تطورا كبيرا في طريقة تسعير خام الحديد حيث أنه ولأول مرة يتم التسعير بشكل فصلي من قبل شركة "فالي" وذلك مقارنة بالطريقة القديمة التي أعتمدت خلال الـ 40 سنة الماضية والتي كان يتم تسعير الخام من قبل ملاك المناجم مرة واحدة كل سنة..

ولم تكن "فالي" هي الوحيدة في الطريقة الجديدة للتسعير حيث أن "بي اتش بي بيليتون" الاسترالية، وهي ثالث أكبر منتج للخام، قد أعلنت اليوم انها ايضا ستعتمد التسعير الفصلي لجميع مبيعاتها في آسيا..

تجارة الحديد الخام يسيطر عليها 3 شركات من ملاك المناجم الكبرى وهم "فالي" البرازيلية، و "ريو تنتو" الاسترالية، و "بي اتش بي بيليتون" الاسترالية، ومن بين هذه الشركات الثلاث لم يبق سوى ريو تنتو التي لا زالت تعتمد على تسعير الخام بشكل سنوي..

ولا يزال منتجوا الحديد الصلب في الصين يعارضون اي زيادة لأسعار الخام كما ان المنتجين الاوربيين يعارضون ذلك ايضا وستتضح الأمور بشكل أكبر خلال شهر أبريل القادم حيث أن المفاوضات ستنتهي بنهاية الشهر بين منتجي الخام ومصنعي الحديد الصلب..

بطبيعة الحال فإن التوجه للتسعير الفصلي سيؤدي حين تطبيقه من قبل جميع منتجي الخام إلى تذبذب أسعار الحديد الصلب سواءا حديد التسليح أو الحديد المخصص لأغراض أخرى حيث سيسمح ذلك بتعديل الاسعار لأعلى أو لأسفل كل ثلاثة أشهر..