صناعة السيارات في السعودية

22/03/2010 12
مهند عنبرة

تشتهر المملكة العربية السعودية بمكانتها المميزة من حيث مخزونها وإنتاجها النفطي والصناعات المتعلقة بهذا المورد الهام الذي لطالما كان وما زال المورد الأهم والمحور الذي تدور حوله الصناعات بشكل عام.

وهنا أهم تلك الصناعات: إنتاج البترول الخام وتكريره- البتروكيماويات- الأسمنت- البناء- الأسمدة- البلاستيك- ويوجد مصنعان صغيران للف الحديد.

وكحال كل الدول تسعى المملكة ضمن خطة استراتيجية للتحول إلى دولة صناعية، بتنويع صناعاتها وعدم الاعتماد على نموذج معين، لما سيغنيها ويجعلها أقوى اقتصادياً.

وفي هذا السياق، خطت خطوتها الأولى بدخول صناعة السيارات، بتجربتها المسماة "غازيل"، وهي نموذج لسيارة بالدفع الرباعي، ويعني اسمها بالعربية "غزال"، وتمت التسمية نسبة للغزال الصحراوي الذي يعتبر من أسرع الحيوانات، ويجمع ما بين الرشاقة وقوة التحمل ومقاومة ظروف البيئة القاسية.

وقد طور نموذجها انطلاقاً من سيارات مرسيدس- بنز الطراز (ج)، بالاشتراك مع الفرع الإيطالي لشركة تجهيز السيارات الكندية ماغنا، ومصممي ستوديو تورينو الإيطالي.

وصنعت السيارة بحجم ضخم، بطول 4.8 متر، وعرض 1.9 متر، ويذكر أنه ينبغي استثمار 400 مليون يورو، ليتم في السعودية إنتاج 20 ألف وحدة سنوياً على مدى ثلاث سنوات.

ويمكن للمملكة أن تدخل هذه الصناعة بقوة لعدة عوامل لكن هل سيكون دخولها عبارة عن عملية تجميع للقطع كالكثير من الدول؟؟؟

إن كان كذلك فهي لا تحقق طموحها، والأكثر أهمية أن تكون العقول عربية سعودية، لا أن تكون مستوردة، يحق لنا ويتوجب علينا الاستفادة من الخبرات العالمية والأجنبية، فنحن بحاجة إلى خبرات في هذا المجال من الصناعات، لكن لا يحقق هدفنا أن تكون بلادنا فقط مجرد مكان لإقامة مصانع مسيرة بغير عقولنا، أنا متأكد بأن كثيرين من مواطنينا يشككون في قدرات كوادرنا العربية، فقد تعودنا على الثقة بالأجنبي أكثر من الوطني، وأقصد بذلك الكوادر والمنتجات الأجنبية، وخصوصاً الأمريكية والأوروبية.

لدى شبابنا كثير من العقول المخترعة والمواهب والأفكار النيرة صناعياً وتجارياً، ويقوم الغرب باستيرادها والاستفادة منها.. فهل سنستغل تلك الموارد البشرية المتاحة؟؟ هل سنحدو بهذا الاتجاه حقاً؟؟؟