لا يزال النقاش مستمر عن التمكين الوظيفي منذ العقدين الأخيرين، خاصة في المؤتمرات والمنتديات وورش العمل واللقاءات الأكاديمية بشكل غير مسبوق. لقد تحدث الباحثون عن هذا الموضوع بإسهاب، مبرزين نماذج ونظريات وتطبيقات عملية لمنهج التمكين وما له من تبعات إيجابية في جوانب تنظيمية كثيرة. ويعرف التمكين بأنه مشاركة الموظف في صناعة القرار بثقة وشفافية واستقلالية غير مفرطة في إطار وظيفته بالمدخلات الصحيحة التي تسهم في مخرجات بنتائج ذات مردود إيجابي في منظومة العمل سواء كان فردياً أو جماعياً. التمكين ليس مجرد نظرية بل تطبيق عملي عام في جميع إدارات منظومة الأعمال. التمكين باختصار بين النظرية والواقع العملي المرتبط بالشمولية في التطبيق.
للتمكين الوظيفي فوائد للموظفين ومنظمات الأعمال العامة والخاصة على سبيل المثال يزيد الثقة بين الموظف والإدارة. ويحفز التمكين الموظفين للعمل بحماس ومسؤولية ما يعود عليه بالاستمرارية والالتزام والسمعة الطيبة والاستدامة. للاستقرار الوظيفي فوائد عديدة منها الترقيات والخبرة الطويلة وزيادة التعويضات المالية للموظف. يزيد التمكين الوظيفي من الانتماء والثقة بالنفس والأمان الوظيفي والبقاء مع منظومة العمل لسنوات طويلة. أما على مستوى فوائد منظومة العمل، فإن الإنتاجية تزيد وبالتالي تتطور التنافسية. إن منظمات الأعمال التي تطبق التمكين الوظيفي تجذب الموظفين الذين يهمهم التمكين وخاصة المتميزين منهم. تصبح منظمات الأعمال ذات سمعة وصورة راقية في مجتمعات الأعمال وسوق العمل، وقد تزيد قيمة أسهمها إذا كانت مدرجة في السوق المالية.
عندما تتغير بيئة الأعمال لأسباب اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو أمنية، فإنه من المؤكد أن لها تأثير سلبي في أداء منظمات الأعمال مختلفة الأهداف والرسائل التأسيسية والرؤية. من هذا المنطلق ينصح المتخصصون بضرورة سرعة القرار المناسب في الوقت المناسب ما يساعد على التعامل مع المتغيرات بحكمة وسرعة كافية تجعلها تتفادى الانعكاسات السلبية عليها مثل الإفلاس. يسهم التمكين في سرعة اتخاذ القرار الذي يزيد الإنتاجية ويحافظ على الأداء بوتيرة مناسبة. كما أن للتمكين دور في الابتكار والإبداع بما يمنح الموظفين من تأثيرات نفسية إيجابية مشجعة على العمل بثقة وولاء والتزام وتفاني للمنظمات التي يعملون بها. يطور ويحسن التمكين جودة القرارات لأنها تأتي من أقرب الأشخاص للمشكلة في بيئة العمل. كذلك له أهمية في تطوير مهارات وكفاءات الموظفين لشعورهم بالمسؤولية والمساءلة المتعلقة بها حول نتائجها.
يعد تفويض الموظف من قبل المدير من أساسيات التمكين الفعال، فهو العنصر الأول والأهم في التمكين. ويقصد بالتفويض منح السلطة والصلاحيات التي يتمتع بها المدير للموظف بشفافية وثقة وذلك لاتخاذ القرارات المتعلقة بالمنظمة. توفير المعلومات والمعرفة الأساسية بالعمل في غاية الأهمية ويأتي ذلك في المرتبة الثانية من حيث توفير التمكين. لا شك أن توفير التدريب المهني يطور مهارات الموظفين لمواكبة الاستدامة والاستمرارية والتنافسية، ويكون هذا هو العنصر الثالث في تحقق التمكين الفعال. الدعم الفني والإداري من قبل الإدارة للموظفين ضروري للتمكين الفعال الذي يعد العنصر الرابع. أما العنصر الخامس والأخير فهو عن علاقة المسؤولية بالمساءلة الواضحة.
الخلاصة:
تشير الدراسات إلى أن التمكين الوظيفي يزيد من حوافز العمل والدافعية وبالتالي يسهم في زيادة الإنتاجية والمنافسة بمنظمات الأعمال الربحية وغير الربحية. يوفر التمكين الوظيفي السرعة والجودة العالية والتكلفة المنخفضة في اتخاذ القرارات لمنظمات الأعمال.
نقلا عن صحيفة اليوم


