على الرغم من التذبذبات صعوداً أو هبوطاً لمؤشر سوق الأسهم السعودية التي يمر بها إلا أنه لا يزال وسيبقي سوق واعد في المدى الطويل، بل سينافس الأسواق المالية في الدول الصناعية المتقدمة والدول النامية الأخرى. مرتكزات السوق المالية السعودية كثيرة وقوية ومتميزة عن معظم الأسواق المالية حول العالم بثوابت لا تتوفر في معظم دول العالم وأهمها الاستقرار السياسي والاقتصادي وكون المملكة قبلة المسلمين ومركز الطاقة العالمية، بالإضافة الى جاذبيتها الاستثمارية في العديد من المجالات، بل تشهد نمواً قوياً وطموحاً مقارنة بالعديد من الدول المتقدمة والنامية. وبالإضافة إلى ما تم ذكره سابقاً هناك عدة محفزات تؤثر إيجاباً في سوق الأسهم السعودية الحافلة بالإدراجات لشركات في طريقها إلى النمو والتوسع والربحية، خاصة بعد استقرار المنطقة وتحقق السلام.
تذبذب تاسي «TASI» طبيعي
بالطبع تذبذب مؤشر تاسي صعوداً أو هبوطاً ناتج عن العديد المؤثرات خارج حدوده، لكنها قريبة في المنطقة وبعضها بعيدة كما هو الحال بين روسيا واكرانيا من جهة يُعدّ الصين وكوريا الشمالية بالإضافة إلى ما يحدث بين إسرائيل وإيران. صعود المؤشر وثباته وتماسكه فوق 11000 نقطة يشجع المستثمرين والمتداولين على المزيد من الاستثمار في المدى الطويل والتداول اليومي والقصير.
إصلاحات سياسات الملكية الأجنبية
تفيد التقارير الواردة من هيئة السوق المالية برفع الحد الأقصى لملكيّة الأجانب في الشركات المدرجة من 49 % لما لذلك من زيادة جذب الأموال الأجنبية إلى المملكة. لقد تمت دراسة هذا التوجه وينتظر الموافقة. لقد كان هذا التغيير متوقّع لأنه يجذب تدفقات الأموال الأجنبيّة الكبيرة إلى السوق السعودية بمليارات الدولارات. يُعدّ مثل هذا التطور عامل جذب قوي للمستثمرين الدوليين، بل سيعزّز السيولة والتقييمات والاستثمارات المالية للمملكة.
التنويع الاقتصادي وتحوّل ما بعد النفط
يركز تحوّل الاقتصاد في المملكة العربية السعودية، في إطار رؤية 2030 على نمو القطاعات غير النفطية مثل التكنولوجيا، والتأمين، والإعلام، والبنى التحتية المختلفة وهذا ينعكس على أداء السوق المالية، فعلى سبيل المثال: ارتفاع قطاع التطبيقات والخدمات التقنية في جلسة معينة إيذاناً بتوجّهات النمو.
السيولة وحجم التداول: يُعدّ ارتفاع حجم التداول اليومي وتحسّن السيولة مؤشّراً إيجابياً، حيث يُظهر مشاركة أكبر وتحرّك نشط في الأسهم. عند اختراق مستويات تقنية هامة مثل تجاوز مؤشر«TASI» حاجز 11.000 نقطة فإن ذلك قد يشكّل عامل نفسى يحفّز المستثمرين على المزيد من الشراء.
البيئة النقدية والمعدلات العالمية: تؤثر التغيّرات في معدلات الفائدة عالمياً ومحلياً على توجهات المستثمرين بمعني أخر إذا انخفضت معدلات الفائدة، قد تصبح الأسهم أكثر جاذبية مقابل أدوات الدخل الثابت.
كذلك، علاقة الاقتصاد السعودي بدورات النفط والعوامل الخارجية الأخرى تجعل التقلبات أكبر ولكن فرص النمو أيضاً موجودة. السياسات المالية للمملكة حكيمة ومدروسة بدقة فلم تتأثر كثيراً بالأزمة المالية والإقتصادية العالمية 2007- 2009.
نقلا عن صحيفة اليوم


