تقول دراسة أمريكية إن المتفائلين يعيشون حياة أكثر صحة، وضغط الدم لديهم مستقر ولا يعانون من اضطرابات النوم وجهازهم المناعي قوي، بمعني أنه بشكل عام يستمتعون بحياتهم ويبثون السعادة حولهم، وكذلك طاقتهم الإيجابية تنعكس على دعم من حولهم، لكن بالمقابل هناك السلبيون الذين يعيشون حياة معقدة بداخلهم فقط، وينعكس ذلك على مجريات تعاملهم مع كل ما يحيط بهم، أي لا يرون في الحياة سوى نصف الكأس الفارغ فقط.
فهؤلاء مهمتهم بث الإحباط لمن يستشيرهم أو من يرتبط بهم بصداقة أو شراكة أو زمالة، بل وأكثر المتضررين من أفكارهم هم أسرهم.. فإذا استشارهم أحد بمشروع تجاري لا يمكن أن يضربوا مثالاً إلا لمن خسر وأفلس، بينما لا يقدمون نصيحة تدعم الفكرة، وإذا سألهم أحد عن تخصص جامعي فالجواب جاهز بأن دراسته صعبة وأن مستقبله الوظيفي مجهول مهما كان هذا التخصص مهماً، فهم لديهم دائماً هاجس الفشل والحذر النابع من أوهام وليس من تجارب وخبرات حقيقية؛ لأنه لو كان خبيراً فعلاً لقدم لك النصيحة الإيجابية التي تجنبك المخاطر لتنجح بفكرتك أو مجال دراستك، بل حتى في مجالات التحليل السياسي والاقتصادي يوجد من هذه النماذج السلبية التي عند وقوع أي حدث فإنهم جاهزون لتلبيسه ثوب المؤامرات وأنه ليس إلا بداية كارثية لأحداث أعظم، وعندما تنتهي الحادثة دون النتائج التي أخافوا الناس منها بمبالغة كبيرة فإنهم يختفون مباشرةً.
كما أن منشوراتهم بوسائل التواصل تجدها منتقاة لحالات سلبية بالمجتمعات لا تعد ظاهرة بل حدث استثنائي، أو يحذرونك من التعرض لأمراض إذا تناولت أغذية معينة دون إثباتات علمية رصينة، رغم أنها مصرح بها ومطابقة للمواصفات الرسمية، أو أنك قد تتعرض لمخاطر إذا سافرت للسياحة فلا يقدمون لك معلومات عن أماكن تستحق الزيارة في المدينة التي ستزورها، بل يركزون على ظواهر سلبية موجودة بأغلب مدن العالم أنها ستواجهك من لحظة وصولك لتلك المدينة أو الدولة؛ لأن طبيعتهم لا يمكن أن تجعلهم يقدمون أي مشورة إيجابية، فالسوداوية طاغية على عقولهم ونظرتهم للحياة.
الحقيقة أن نماذج السلبيين متواجدة بنسب لا يستهان بها، ومن يدقق بمنشورات أو آراء بعض ما ينشر أو من يحيطون بك ممن لا يقدمون سوى الإحباط والتحذير ولا يروون سوى الأمثلة السلبية سيكتشف الكثير من هذه الشريحة، ولذلك كلما قلل الإنسان من التواصل أو الاستماع لهم فإنه يستطيع أن يفكر في أي مشروع أو توجه له بكل إيجابية، وسيجد في طريقه من يقدم له الدعم والنصيحة المفيدة.
نقلا عن الجزيرة