التطوير والصدمة

09/06/2025 0
د.عبد الوهاب بن سعيد القحطاني

التطوير ملازم للتغيير في الكثير من التحولات الاستراتيجية الطويلة المدى وكذلك المتوسطة المدى. الأفضل النظرة الى التغيير على أنه تطوير هادف لتحقيق غايات ذات قيمة لمنظومات الأعمال. تغيير وتطوير منظومات الأعمال هو عملية مستمرة تهدف إلى تحسين الأداء العام للمؤسسة من خلال تعديل أو تحديث النظم والهياكل والإجراءات المتبعة. يشمل هذا المفهوم مجموعة من المبادرات التي قد تكون تقنية، إدارية، تنظيمية، أو استراتيجية. التطوير التنظيمي هو إعادة تصميم وتحديث طرق العمل والأنظمة الإدارية والتقنية بهدف رفع الكفاءة، تحسين الجودة، تقليل التكاليف، وزيادة رضا العملاء والموظفين.

تغير المفاهيم والقيم والممارسات

نعيش عصراً تتغير فيه الكثير من المفاهيم والقيم والممارسات لأسباب كثيرة منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية ما يحتم علينا مواكبة هذه التحديات بكفاءة عالية، فنحن جزء من هذه القرية الكونية الصغيرة. إن مواكبة التغيرات الاقتصادية على وجه الخصوص تتطلب التحول الهادف للأفضل بالرغم أنها من الأمور الصعبة لما تحدثه من صدمات لدى بعض الناس الذين لا يفهمون الغاية منه أو لا يرغبون فيه لما يتوقعونه من جهد ووقت لمواكبته، والبعض يراه تهديداً لمصالحهم بينما يراه البعض مغايراً لما تعودوا عليه. وفي جميع حالات عدم تقبل التغيير تظهر أصوات تقاومه وتشكك في أهدافه.

الصدمة والمشاركة في خطة التغيير

التغيير والتطوير والتحول الجذري السريع في ممارسات الناس يؤدي إلى الصدمة والمقاومة، خاصة عندما لا تكون جميع الأطراف المستهدفة من التطوير مشاركة في وضع خطة التغيير والتحول. ويصبح التغيير أكثر صعوبة إذا كان تأثيره السلبي مباشراً في حياة الناس وأداء المؤسسات الربحية وغير الربحية، الحكومية والخاصة لإرتبابط قوة تأثيره بمختلف جوانب الاقتصاد. معادلة التحول والتغيير والتطوير ذات أطراف كثيرة تتأثر بما يحدث من صدمات مقصودة وغير مقصودة، لذلك يؤكد خبراء التطوير والتحول على أهمية مشاركة جميع هذه الأطراف في رسم خطة التحول وأهدافها واليات تنفيذها وتوزيع أدوار المنفذين. إن فرض التغيير على هذه الأطراف من غير توضيح للاهداف والفوائد والتكاليف سيؤدي إلى صدمة ومقاومة وبالتالي تتأخر خطة التحول والتطوير مما يهدر الكثير من الموارد المالية والبشرية والوقت.

تحديات التغيير والتطوير

ومن التحديات التي تواجه خطة التغيير والتطوير والتحول صياغتها في برج عاجي بعيداً عن المستهدفين منها سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات. وأؤكد على أهمية الشفافية في صياغة أهداف التغيير والتطوير والتحول وامكانية تحقيقها من خلال العنصر البشري المدرب والموارد المالية والتكنولوجية المتوفرة لإنجازه. لا نلمس نتائج التغيير والتطوير والتحول الهادف في المدى القصير، خاصة البسطاء من الناس الذين يشكلون نسبة كبيرة بين المستهدفين والمستفيدين منه.لذلك، أرى ضرورة التوعية المستمرة بأهميتة وفوائده وتكاليفه وضرورته لكسب تعاون الناس في تنفيذه بأقل ما يمكن من التكاليف والمقاومة التي قد تكون بسبب غموض أهداف التحول والتغيير وقصر النظر عند قراءة الفوائد التي ستعود على جميع الأطراف المستهدفة من التغيير.

وفي الختام، علينا ترسيخ أهداف وآليات التغيير والتطوير وفوائده في المدى البعيد، إضافة إلى مشاركة المستفيدين في رسم خطة التغيير والتحول. أما الصدمات القوية فإنها محبطة وتساهم في مقاومة التطوير والتحول. لذلك، علينا تفاديها بقدر المستطاع. وأوصي بالتحفيز والتدرج والتأني في التغيير والتطوير فقد أثبتت الدراسات أهمية محفزات التغيير وسلاسته للوصول إلى الغاية.

 

 

نقلا عن اليوم