أرامكو السعودية تساعد في تسريع تطوير تقنيات استخلاص الكربون لخفض الانبعاثات وإنتاج مواد جديدة منخفضة الكربون

10/03/2025 0
علي عبدالله المشاري النائب الأعلى للرئيس للتنسيق والإشراف التقني في أرامكو السعودية

تستثمر أرامكو السعودية في الأبحاث والتقنية لدعم نمو أعمالها وتلبية الطلب العالمي على الطاقة. ويمضى هذا قدمًا مع طموحها للوصول إلى الحياد الصفري من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في النطاقين (1 و2) على مستوى جميع المرافق التي تملكها وتديرها بالكامل بحلول عام 2050. كما تواصل الشركة تطوير حلولٍ وتقنيات لخفض انبعاثات الكربون، وإضافة إلى ذلك، طرحنا في أرامكو السعودية مبادرات تستهدف كفاءة الطاقة، ومصادر الطاقة المتجددة، واستخلاص ثاني أكسيد الكربون من مصادر محددة.

تعاون بحثي عالمي مستمر

تُعد تقنية الاستخلاص المباشر لثاني أكسيد الكربون من الهواء إحدى التقنيات الناشئة، إلا أن أرامكو السعودية تُكثّف تعاونها مع معاهد أكاديمية، ومؤسسات بحثية، وشركاء الصناعة في أنحاء العالم. وقد أدّى أحد مشاريع التعاون البحثية مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في السعودية "كاوست" إلى اكتشاف مادة جديدة لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء.

أُطلق على هذه المادة المكتشفة "أرامكو-كاوست 7"، وهي مصنوعة من النيكل وإطارٍ معدني عضوي بهيكل يشبه الشبكة، ويعمل كإسفنجة تنتقي ثاني أكسيد الكربون وتلتصق به لجمعه. وقد وضعت أرامكو السعودية المادة في أشكال هندسية قابلة للتصنيع بهدف خفض تكلفة الاستخلاص المباشر لثاني أكسيد الكربون من الهواء من نحو 800 دولار أمريكي للطن حاليًا إلى ما يقارب 100-200 دولار أمريكي للطن قبل حلول 2035.

وتعمل أرامكو السعودية أيضًا مع شركة سيمنز إنيرجي على إنشاء أول وحدة اختبار تجريبية للاستخلاص المباشر لثاني أكسيد الكربون، تم تشغيلها في عام 2024 في مجمع البحث والابتكار في أرامكو السعودية. وصُممت هذه الوحدة لتكون قادرة على التقاط ما يصل إلى 12 طنًا من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، كما سيتم استخدامها لفحص المواد المختلفة من وحدة استخلاص الكربون.

التوسّع والتقدم

وتخطط أرامكو السعودية لبناء منشأة من الجيل الثاني بهدف استخلاص ثاني أكسيد الكربون، من المتوقع أن تلتقط ما يصل إلى 1000 طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا. 

وعلى المدى البعيد، تُعِد أرامكو السعودية لإنشاء معمل من الجيل الثالث على نطاق تجاري. ومن المرجح في المستقبل أن تكون معامل الاستخلاص المباشر لثاني أكسيد الكربون من الهواء مجاورة لمراكز تخزين ثاني أكسيد الكربون أو منتجي الوقود البديل مثل المعمل التجريبي الذي تعمل على تطويره حاليًا كلٌّ من أرامكو السعودية وشركة الطاقة والمياه بمدينة نيوم في السعودية "إينووا". 

تسخير الذكاء الاصطناعي لاكتشاف المواد

يمثل استخدام الذكاء الاصطناعي إحدى الطرق التي نحاول من خلالها تسريع التقدم للمساعدة في اكتشاف مواد احتجاز ثاني أكسيد الكربون جديدة لمحتملة، حيث نعمل على بناء قواعد بيانات ضخمة واستخدام نماذج تنبؤية لتوقّع خواص المواد بناءً على تركيبتها البنيوية. ثم تستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي للمساعدة في تشكيل مواد جديدة مناسبة تمامًا لهذا الغرض.

وخلال الأشهر العشرة الماضية، جمّعت أرامكو السعودية قاعدة بيانات تضم 1.5 مليون تركيبة بنيوية لها 14 مليون خاصية. ونتيجة لذلك، تم اكتشاف مواد فرضية جديدة، ونعمل حاليًا على إنتاجها في مختبراتنا للتحقق من أدائها.

وفي الوقت الذي لا تزال تقنية الاستخلاص المباشر لثاني أكسيد الكربون من الهواء في مراحلها الأولى، فإن ما تقوم به أرامكو من أعمال يهدف إلى الإسهام في تسريع وتيرة تقدمها وتعزيز كفاءتها في هذا المجال.

 

 

خاص_الفابيتا