الأخلاقيات المهنية الطبية

05/02/2025 0
د.عبد الوهاب بن سعيد القحطاني

تهدف أخلاقيات المهنة الطبية إلى تزويد المريض برعاية صحية قائمة على الشفافية والعدالة والنزاهة وكرامة المريض وحقوقه فصحته وحياته أغلى واهم ما يملك. لا يملك الطبيب الحق في تقييم جنس وعرق ودين وجنسية ولون المريض وثقافته، فما تتطلبه العلاقة بينه وبين المريض هو الاحترام المتبادل بينهما واحترام خصوصية المريض، كذلك من حقوق المريض على الطبيب عدم التمييز والمفاضلة بين المريض ومريض آخر لأسباب شخصية فالعدالة من صفات الطبيب الناجح في تعامله مع المرضى، عدم التصريح بمعلومات سرية خاصة بالمريض حق شرعي وقانوني للمريض على الطبيب ما عدا في الحالات القانونية التي تطلبها الجهات الرسمية الأمنية بطريقة نظامية. كما تتطلب بعض الحالات معلومات أخلاقية ذات علاقة بتأثيرها على الآخرين الذين يجب حمايتهم من قبل الجهة المخولة للحصول على المعلومات. معلومات المريض خاصة به وسرية لا يطلع عليها إلا المخولون بذلك وبطريقة قانونية مشروعة. يمكن للطبيب الحصول على موافقة المريض بتقديم معلوماته الشخصية لمن يرغب فيها بطريقة نظامية.

إيذاء المريض بأي شكل من الاشكال غير مشروع وغير أخلاقي لا تقره الأديان والمعتقدات. لذلك من الواجب المهني إفصاح الطبيب عن الإجراءات وتبعات العلاج بشفافية وتزويده بمعلومات صريحة وكافية عن حالته الصحية فقد تطلب أسرته عدم الإفصاح وهذا حقيقة غير أخلاقية بالرغم من أنه من باب الحرص على عدم تفاقم حالته الصحية، لكن من حقه معرفة ذلك، خاصة إذا كانت حالته حرجة تستدعي الإفصاح ليستعد لعمل ما يجب للقاء ربه. لا بد أن يكون تقديم العلاج حسب المعايير المهنية الطبية المتميزة بالنزاهة والشفافية والحرص على صحة المريض في كل الأحوال.

استقلالية قرار المريض من غير التأثير عليه من قبل الطبيب أو ممارسة ضغوط أسرية على الطبيب للقيام بعمل غير ضروري مجاملة لأسرة المريض. على المريض مبادلة الطبيب التقدير والاحترام وعدم الإصغاء لنصائح المجتهدين من مرضى آخرين أو بعض أفراد الأسرة أو الأصدقاء بخصوص طريقة العلاج والدواء ما يسيء لعلاقته بالطبيب.

بعض الأطباء يقدمون مصلحتهم الشخصية الخاصة على المصلحة العامة للمرضى كأن يقررون لهم وصفات طبية غير ضرورية لكسب الفائدة المالية من شركات صناعة الأدوية وهذا سلوك غير أخلاقي يتعارض مع مصلحة المريض ومنافي لأخلاقيات المهنة. يقدم بعض الأطباء الوصفات الطبية البديلة غير المبررة في فترات زمنية وجيزة للمرضى للحصول على المحفز المالي. وليعمل الطبيب على مصلحة المريض قبل أي مصلحة أخرى سواء شخصية وغير شخصية.

من الأهمية أن ينطلق تعامل الطبيب مع المريض بشفافية ونزاهة لأن ذلك من أسس الاخلاقيات الطبية. وعلى الطبيب أن يحرص على تقديم المعلومات الطبية الكافية لحالة المريض. يحتاج المريض لبناء ثقة في الطبيب والمؤسسة الصحية التي ينتمي لها، فالبيئة العلاجية تساهم في شفاء المريض لأن حالته النفسية تساعد على الشفاء فهي عامل ضروري. تعد أخلاقيات الشركات الدوائية من المسائل المهمة التي تجمع بين المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية من جهة، والممارسات التجارية والربحية من جهة أخرى، لذلك على الطبيب عدم التسويق المالي للعلاج، بحيث يوصي به للمريض للفائدة العلاجية بينما ذلك مصلحة خاصة بالطبيب على حساب المريض.

الخلاصة:

الاخلاقيات الطبية مهمة لبناء علاقات إنسانية بين الطبيب والمريض، بحيث يأخذ الطبيب جميع الجوانب الأخلاقية والإنسانية التي تساعد على علاج وشفاء المريض. الشفافية والنزاهة والإنسانية والاهتمام بخصوصية المريض جوانب مهنية أساسية في العلاج والشفاء.

 

 

نقلا عن اليوم