المستثمر الذي لايوجد في السعودية ستفوته فرصة ذهبية

02/01/2025 0
محمد العنقري

هذا ما قاله معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف في لقاء مع قناة الشرق، وهو تصريح يعكس الأسباب التي تؤكد أهمية الاستثمار بالمملكة المتعلقة بالممكنات التي تقدمها المملكة للمستثمرين بمختلف مستوياتهم من حيث الحجم خصوصاً الشركات العملاقة، إضافة لكون السوق السعودي واعداً ومن الأكبر بالمنطقة، إضافة لوجود موارد عديدة من طاقة ومعادن وأراضٍ توافرت فيها الخدمات كاملة للصناعة، وكذلك موقع جغرافي مميز يربط ثلاث قارات وبنى تحتية ضخمة وحديثة وتقدم تقني بالرقمنة لمختلف الخدمات التي يحتاجها المستثمر والأفراد أيضاً.

خارطة الاستثمار في العالم تتغير بشكل متسارع وحالياً الاقتصادات الناشئة أصبحت الأكثر جذباً لها، وقد ركزت المملكة مبكراً على تطوير أنظمتها وتشريعاتها المتعلقة بجذب الاستثمارات إضافة للحجم الهائل من المشاريع في كافة المجالات التي تخدم النقل والخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد، إضافة إلى مشاريع الإسكان والترفيه والسياحة.. أما المدن الصناعية والاقتصادية فتحظى باهتمام كبير وعددها بالعشرات تتوافر فيها كافة الخدمات. وتعد المملكة من الأسرع تطوراً في الخدمات الرقمية ويضاف لكل ذلك التقدم الكبير في أساليب وأذرع التمويل المدعومة حكومياً بعد إنشاء صندوق التنمية الوطني الذي يدعم عدداً كبيراً من صناديق التمويل الحكومية لكل القطاعات الرئيسية.

المملكة ومنذ إطلاق رؤية 2030 زادت التدفقات الاستثمارية الأجنبية بقفزات كبيرة، ورغم الظروف الاقتصادية الدولية المعقدة التي خلفتها جائحة كورونا والأحداث الجيوسياسية في العالم لكن جاذبية الاستثمار استمرت قوية في المملكة، ومع استضافة العديد من الفعاليات الكبرى خلال الأعوام العشرة القادمة وأهمها بطولة كأس العالم لكرة القدم فإن الأنظار اتجهت بشكل أكبر للاستثمار في السعودية، لكن ما أهم الاستراتيجيات التي تعمل عليها في بناء شراكات بعيدة المدى وتحالفات كبرى مثل الممرات الخضراء الذي أعلن عنه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في العام الماضي، القائم على تفاهم بين السعودية وأميركا للتعاون في ربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا؛ ما سيعزز من التجارة العالمية.

وقد أعلنت المملكة عن إقامة 59 منطقة لوجستية في مختلف المناطق بحلول عام 2030، فالتوجهات لتنويع مصادر الدخل والقاعدة الاقتصادية تسير باتجاه صحيح وخطى ثابتة تعتمد على استثمار كافة الإمكانيات، وأهمها رأس المال البشري الذي يتم تطويره وتأهيله بأعلى المستويات داخلياً وخارجياً.

لقد أسست المملكة لمشروع ضخم لجذب الاستثمارات وطورت كل ما يحتاجه لينجح، وتقام حالياً أهم المؤتمرات للتعريف بما حققته ووفرته للمستثمرين، ومن بينها مؤتمر التعدين الدولي الذي سيقام بعد أيام قليلة في الرياض، إضافة لمؤتمرات تتعلق بالتقنية مثل «ليب» والفرص في القطاع العقاري، وكذلك الفرص الاستثمارية التي توفرها أيضاً أمانات المدن والبلديات، ومؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي أصبح علامة فارقة في خارطة المؤتمرات الدولية.

ومع التسارع في النهضة العمرانية والخدمية وجودة الحياة، فإن البوصلة الدولية للاستثمار تتجه للمملكة في السنوات القادمة بوتيرة أسرع؛ وهو ما يجعل فرصة تحقيق مكاسب ومنافع مميزة للمستثمرين تتفوق على غيرها من دول الشرق الأوسط الذي يعد بوابة الفرص الأهم في العالم لعقدين قادمين.

 

 

نقلا عن الجزيرة