تجنب الركود يعصف بالأسواق

09/08/2024 0
بسام العبيد

شهدت الأسواق العالمية انخفاضات حادة منذ الجمعة الماضي، شملت الانخفاضات أسواق الأسهم والسلع وحتى الدولار والذهب، وذلك بعد صدور أخبار من الولايات المتحدة -أكبر اقتصاد في العالم- كانت مخيبة للآمال بدرجة فاقت التوقعات، منها ارتفاع البطالة إلى مستوى 4.3 % وهو أعلى مستوى لها منذ أكتوبر 2021، كذلك تراجع أعداد التوظيف مع تراجع نمو الأجور في الساعة، كما شهدت بعض المؤشرات التصنيعية هي الأخرى كمّا من التراجعات، هذه الأخبار تسببت في موجات بيوع وتراجع شهية المخاطرة بشكل حاد، حيث تعطي هذه الأخبار إشارات تحذيرية من دخول الولايات المتحدة مستقبلاً في حالة من الركود الاقتصادي، وبالتالي تراجع أرباح الشركات وتضرر القطاعات وغيرها، كما رفع جولدمان ساكس من احتمالية دخول الولايات المتحدة العام المقبل في حالة من الركود الاقتصادي 25 %، لكن لم تكن هذه الأسباب وحدها هي التي أسهمت في موجة البيع التي حدثت، فقد دعمت الأوضاع الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط والحديث عن مخاوف من اتساع نقطة الصراع بين إسرائيل وإيران، فضلا عن التعزيزات العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة في البحر المتوسط، من تعزيز موجة البيع التي شهدتها الأسواق.

وبينما كانت الأسواق قبيل صدور أخبار التوظيف والبطالة الجمعة الماضي تسعّر تخفيض الفيدرالي لأسعار الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية في اجتماعه المقبل في سبتمبر، فقد تحولت التوقعات إلى تخفيضها بواقع نصف نقطة مئوية بنسبة تزيد على 70 %، وذلك وفقاً لبيانات أداة متابعة الفائدة الأمريكية FedWatch التابعة لـCME Group، بل رجّحت بعض البنوك والجهات الاستشارية كجي بي مورجان تخفيض الفيدرالي للفائدة بواقع نصف نقطة مئوية في اجتماعاته لشهري سبتمبر ونوفمبر على التوالي، بينما توقع جولدمان ساكس خفض الفيدرالي أسعار الفائدة 3 مرات قبل نهاية العام الجاري، كما هبطت أسعار خام برنت إلى مستوى 75 دولارا للبرميل بعد بيانات التوظيف السلبية في الولايات المتحدة، وهو أدنى مستوىً لها خلال 7 أشهر وذلك بسبب مخاوف من تباطؤ الطلب من أكبر مستورد للنفط في العالم، فضلا عن مخاوف أخرى تتعلق بالطلب من الصين.

هذه الأخبار عصفت بالأسواق ودفعت مؤشر VIX – الخوف، التقلب - لعقود S&P500 إلى الارتفاع متجاوزا 300 % خلال 4 جلسات فقط، وهو مستوى لم يزره منذ أزمة كورونا أواخر مارس 2020، وهو ما يعكس مدى الهلع الذي حدث في الأسواق خلال أقل من أسبوع!، من جهة أخرى فقد كسرت المؤشرات الأمريكية الجمعة الماضي اتجاهاتها الصاعدة وكذلك متوسطاتها للـ50 يوما، وبالتالي فقد دخلت في موجة تصحيح، فقد تراجع مؤشر الناسداك 19 % بينما انخفض مؤشر S&P500 متجاوزا 9 %، وطالما بقيت هذه المؤشرات تتداول أسفل من خط الاتجاه -الترند- الصاعد فإن كل ما يحدث من ارتفاع يعد مجرد ارتداد، وبالتالي ستكون صفقات البيع والبيع على المكشوف وعقود الخيار للبوت هي المسيطرة حتى يثبت العكس، فإن هذه التراجعات -حتى الآن- تعد طبيعية من حيث نسب التراجع والتصحيح، لكن غير المتوقع الذي تسبب في موجات البيع والهلع في الأسواق كونها تمت في وقت قصير وبتسارع شديد.

من جهة أخرى كسرت السوق السعودية تداول منطقة 11950 نقطة التي تعد الدعم الأهم خلال الفترة الماضية، وبالتالي فقد دخلت في موجة تصحيح هي الأخرى، ربما تنتهي في حال استطاعت السوق العودة مجدداً أعلى من 1200 نقطة.

 

 

 

 

نقلا عن الاقتصادية