رئيس تنفيذي؟ رئيس أو عضو مجلس إدارة؟ أنت مشغول للغاية أليس كذلك؟
يتمنى كثير من الرؤساء التنفيذيين وأعضاء مجالس الإدارة في كبرى الشركات لو كان اليوم أطول من 24 ساعة، أو لو كانت أيام الأسبوع أكثر من سبعة أيام، إذ إنهم يحرصون على إدارة إحدى الثروات التي يعرفون قيمتها جيداً: الوقت.
اليوم في حياتك يتضمن العديد من المهام من بينها حضور الاجتماعات الدورية الطويلة، التي تنعقد مرات عدة لكل مجلس إدارة، ناهيك عن الوقت اللازم للتحضير لها، أضف إلى ذلك الساعات التي لا تُحصى في مكالمات الفيديو والهاتفية مع أعضاء لجان مجلس الإدارة المختلفة. هل تتذكر آخر اجتماع حضرته للجنة التدقيق ومراجعة الحسابات، التي عادة ما تكون مُثقلة بالأعباء؟ وكم عدد الاجتماعات الطويلة التي كان من الممكن اختصارها برسالة قصيرة؟
وبعد كل هذه الاجتماعات اليومية، تأتي رسائل البريد الإلكتروني ورسائل الواتساب مع فريقك وشبكة المستثمرين والمديرين التنفيذيين والشركاء المحتملين لتنمية الأعمال. عليك أيضًا أن تجد وقتًا لبعض الأعمال المنوطة بك كتحديد الأولويات المهمة والعاجلة، ووضع الاستراتيجيات، ومراجعة الخطط القائمة، وأخيرًا وليس آخرًا قراءة النشرات البريدية والتقارير الصحفية المعمّقة. ولا ننسى بالطبع قضاء وقت ممتع مع عائلتك، وممارسة التمارين الرياضية اليومية.
من الطبيعي أن يكون شغلك الشاغل هو بلورة رؤية واضحة لأفكارك في اجتماعات مجالس الإدارات التي تُمثلها بفضل رأس مالك البشري، وعلى رأسه السمعة القوية، والخبرة التراكمية، والمهارات المكتسبة. لكن تلك السمات المهمة ليست كافية بالتأكيد إن لم تكن لديك بيانات دقيقة وموثوقة.
هل يمكنك تحمل مسؤولية تخمين البيانات أو ذكر أرقام غير دقيقة؛ لأنه لم يكن لديك الوقت الكافي للتحضير قبل الاجتماع المهم؟ فعلى الرغم من أن شَغل عدة مقاعد في مجالس الإدارات المختلفة علامة بارزة على خبرة الشخص ومهاراته، فإن الثمن يكون باهظًا إذا لم يكن مطلعًا على بيانات صحيحة تُلخص القطاعات الرئيسية في مجال الأعمال والاقتصاد، على نحو يمكنه من الوثوق بالرؤى المستمدة منها، ويؤدي إلى اتخاذ قراراته بثقة بالغة، ويجنبه القرارات الخاطئة المُكلفة.
هل تعلم أننا في أرقام أمضينا عامين نطور منتجاً يسمى "تشارتس" لتسهيل حياة الرؤساء التنفيذيين، ورؤساء وأعضاء مجالس الإدارة لتلخيص بيانات أي شركة مدرجة في صفحة واحدة فقط لتكون لهم مصدراً موثوق البيانات والتحليلات، فعلى الرغم من أن الكثير من التنفيذيين لديهم العديد من الفرق المعاونة لتسهيل واختزال الأرقام واستعراضها، فإن التقنية وصحافة البيانات وفّرت الوقت والمجهود والأموال والدقة، إن تم استخدامها بشكل صحيح.
لقد كان هدفنا من ذلك هو مساعدة أعضاء مجلس الإدارة المشغولين في تحسين جودة اتخاذ القرارات الاستراتيجية من خلال منحهم رؤية شاملة للقطاعات الرئيسية بدءاً من البتروكيماويات والبنوك إلى العقارات والاتصالات. إنه باختصار جُهد مُضن وخدمة ضرورية، وآلية عمل معقدة تتضمن التحقق من صحة البيانات، وتجميعها، وتلخيصها، وإزالة التكرارات، ووضع الملاحظات اللازمة، وعرضها في شكل نهائي، ليطلع عليها المشتركون في دقائق معدودة حفاظًا على أوقاتهم.
وتشير إحصاءات حديثة إلى أن حوالي 65% من مديري الشركات المدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تتعدد عضويتهم في أكثر من مجلس إدارة، وأن واحداً من كل عشرة أعضاء لديه عضوية في ثلاثة مجالس إدارة، وفقا لشركة "بي دبليو سي" البريطانية الرائدة في مجالات الخدمات الاستشارية ذات الصلة بقطاعات الأعمال.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، ماري بارا، الرئيسة التنفيذية لشركة جنرال موتورز -وهي أول امرأة تترأس واحدة من أكبر ثلاث شركات لصناعة السيارات في الولايات المتحدة- عضوة في ثلاثة مجالس إدارة، وهي: جنرال موتورز، وشركة والت ديزني، وهيئة "بزنس راوند تيبل" أو المائدة المستديرة للأعمال، وهي لوبي أو جماعة ضغط مستقلة تضم في عضويتها أقوى الرؤساء التنفيذيين، وأكثرهم تأثيرًا في الولايات المتحدة.
الرئيس التنفيذي لشركة "آبل" تيم كوك عضو في مجلس إدارة الشركة، وشركة "نايكي"، والمؤسسة الوطنية لكرة القدم. الرئيس التنفيذي لشركة "إيرباص" غيوم فوري عضو في مجلس إدارة الشركة، وشركة التأمين "إيه إكس إيه إس إيه" ورئيس جمعية صناعات الطيران والفضاء الفرنسية، ورئيس جمعية صناعات الطيران والأمن والدفاع في أوروبا، وبطبيعة الحال هو عضو في مجلسي إدارة الشركتين.
وفي الولايات المتحدة، تقترح الرابطة الوطنية لمديري الشركات ألا يعمل المديرون الذين يشغلون مناصب بدوام كامل في أكثر من ثلاثة أو أربعة مجالس إدارة أخرى. وعلى النقيض من ذلك، تُفيد "بزنس راوند تيبل"، جماعة الضغط الأمريكية، بأن تحجيم عضوية المدير الكفء قرار يفتقر إلى الحكمة.
ففي دراسة علمية حديثة بعنوان "مشغولون جداً عن الاهتمام بالأعمال"، التي نشرتها دورية الجمعية المالية الأمريكية، وجد الباحثون أن خبرة المديرين المطلعين على بيانات دقيقة للشركة ذات الصلة، والذين تتعدد عضويتهم في أكثر من شركة، هي الأكثر أهمية في قرار تعيين عضو جديد في مجلس الإدارة. كما وجدوا أيضًا أن أداء الشركة المتميز له تأثير إيجابي على قرار تعيين الشخص في أكثر من مجلس إدارة. "العقل السليم في البيانات السليمة" ليست مجرد مقولة إذن، بل حقيقة علمية.