يستهلك الأفراد أعمارهم في جمع الثروات والأموال حتى إذا وصلوا لدرجة من الثراء تغير التوجه إلى حفظ الثروة وتوفير سبل الأمان لها حتى لا تتبدد أو تكون عرضه لمتغيرات كثيرة يصعب إدراكها في آن واحد، عبر الأزمنة تعددت مصادر التميز والنجاحات وتغيرت من قطاع لقطاع بحجم الحاجة في كل حقبه زمنية. هذا كله على سبيل الأعمال والتجارة يشهد على تغير الاحتياج والطلب القفزات الكبيرة التي شهدتها شركات البرمجيات في العالم أوصلتها إلى قيم سوقية تريليونيه وآخر الواصلين كانت نيفيديا التي وصلت إلى رأس القائمة كأكبر شركة مدرجة في العالم، وصول الشركات إلى هذه القيم السوقية التاريخية يعني بالضرورة زيادة في أعداد الأثرياء حول العالم، أيضا المجتمع الوظيفي قد مر بمراحل من التغير بالطلب على الوظائف بين الأزمنة بشكل كبير انتقالا من الوظائف التي تتطلب العنصر البشري والأيدي العاملة إلى الوظائف التي تتطلب البرمجيات والعلوم وصولا اليوم إلى ما سيخلقه عالم الذكاء الصناعي من تغيير في المشهد العام لمختلف الصناعات فعلى سبيل الاستشهاد يتوقع تقرير لسيتي بنك الأمريكي عبر تصويت أجراه لمجموعة من المحترفين بأن 93 % منهم اتفق على أن الذكاء الصناعي سيسهم في تعزيز الأرباح لمجموعة متنوعة من القطاعات وبنسب متفاوتة كذلك توقع هذا التقرير بأن الذكاء الصناعي سيسهم خلال الـ5 سنوات القادمة في زيادة ربحية القطاع المالي الأمريكي بـ 170 مليار دولار إضافة للأرباح التي يحققها الآن.
تجتمع العناصر بعضها ببعض لتسهم في تعظيم ثروات الأفراد عبر الزمان كل بما ييسر له إن كان تميز وظيفي أو عمل تجاري أو استثمارات وغيرها وكل ما تعاظمت ثروات الأفراد كل ما زاد ذلك نزعتهم نحو تأمين تلك الأموال، أظهر تقرير لوكالة بلومبرغ ومجموعة أخرى من وسائل الأعلام المتخصصة بأن عدد لا يستهان به من رجال الأعمال وأصحاب الثروات أصبحوا أكثر قبولا لمغادرة بلدانهم الحالية نحو بلدان أكثر تأمين لأموالهم إن كان في الاستثمار، النمو الاقتصادي، الاستقرار السياسي وكذلك التنظيمات المالية مثل الأنظمة الضريبية وغيرها فالتقرير يشير مثلا إلى أن أكثر من 15,200 مليونير صيني يفكرون بالانتقال من الصين وأكثر من 9,500 مليونير بريطاني يفكر أن يترك البلاد وغيرها دول أخرى يراها الأثرياء بلدان لا تلائمهم الآن لأسباب عدها منها عدم جاذبيتها لثرواتهم الآن.
هذا التفكير بالانتقال بين الدول بحسب ما يراه كل ثري ورجل أعمال في مصلحته ومصلحة ثروته سيصنع بيئة تنافسية مناسبة لاستقطابهم نحو دول أكثر ملائمة سياسيا، تنظيميا واقتصاديا، هنا يأتي دور مهم تستطيع السعودية أن تلعبه وهي أهم أعمدة الاقتصاد العالمية وأهم اقتصاد بين الدول الإسلامية إضافة إلى كل ما تعنيه السعودية للمسلمين في العالم يجعل دور السعودية في استقطاب مزيد من رؤوس الأموال وأصحاب الأعمال أوضح وأكثر جاذبية إذا ما تم توفير البيئة التشريعية اللازمة لذلك لأننا نلعب دور مهم في الاقتصاد العالمي والإسلامي كذلك فإن السعودية الآن في منظور العالم هي الأرض المناسبة لإيجاد الأعمال وتعظيم الثروات فلابد أن يكون لنا من هجرة الأموال نصيب لتستقر في السعودية.
نقلا عن الاقتصادية