إن وجود أرصفة مناسبة لاستخدام المشاة هو مطلب للسلامة، ولتحفيز الناس على المشي ولاستخدام النقل العام. وجود تلك الأرصفة يسهم في رفع الوعي المروري والصحي. لكن طرقنا تفتقر - إلا في حالات قليلة - إلى وجود أرصفة مشاة مناسبة للمشاة. والطرق المنفذة فيها أرصفة تتصف بأن كثيرا من أرصفتها لا يصلح أو لا يحفز المشاة على استعماله، ولذلك اعتدنا صغارا وكبارا على استعمال قارعة الطريق، أي السير فيما خصص لسير السيارات رغم خطورة ذلك. والخطورة تزداد كثيرا بالنسبة إلى الأطفال حين خروجهم من البيوت إلى المساجد والمدارس وعودتهم منها، لوحظ حديثا تغيير. تمر المدن السعودية، خاصة مدينة الرياض، بما يسمى برنامج أنسنة المدن. وهو عمل تشكر عليه الأمانات والبلديات، الوضع القائم لا يخلو من مشكلات تكونت وتراكمت مع السنين، مشكلات جعلت أنسنة المدن عملا صعبا يتطلب ضمن ما يتطلب معالجة تسبق أو تتزامن مع إنشاء أرصفة للمشاة في حالات كثيرة. والمؤمل تحسين الوضع.
هنا أمثلة لهذه المشكلات، منها وجود زراعة وأعمدة إنارة ولوحات إرشادية جعلت الأرصفة غير مناسبة لاستعمال المشاة. ما يدفعهم إلى ترك الأرصفة والسير في وسط الطرقات. مدن كثيرة في العالم زرناها ورأينا الأشجار تزرع عادة على حافة الرصيف من جهة الشارع، بحيث تبقى مسافة كافية من الرصيف لاستعمال المشاة، مشكلة أخرى في كون كثير من الأرصفة مرتفعا نسبيا، والمفروض أن ينخفض ارتفاع الرصيف (على أن يحزم في معاقبة السيارات التي تستخدمه)، وتزداد أهمية انخفاض الرصيف عند التقاطعات أي عند الأماكن التي يعبر منها المشاة الشوارع، مشكلة ثالثة وهي كون بعض الأرصفة تحوي أبوابا ومداخل بيوت بدرج يمنع أو يضر بالاستفادة من الأرصفة. بعبارة أخرى، استعمال كثير من البيوت والمحال لجزء كبير من الأرصفة درجا، ما يدفع المشاة أيضا إلى عدم استخدامها.
ومشكلة رابعة وقوف سيارات بطريقة تعوق المشاة، طريقة تعوق استخدام المشاة للأرصفة المنشأة. هذه مشكلة نراها حتى في الأرصفة المنشأة حديثا في حي الفلاح في الرياض مثلا. ولذا ينبغي إصلاح هذه المشكلات، قبل تنفيذ الأرصفة، كون المشاة يسيرون في الشارع، أو أن السيارات تقف على الأرصفة، هذا الوضع المقلوب له أثر تربوي سيئ، خاصة عند الأطفال: ينشأون على قلة الاحتراس والحذر، ويتربون على الفوضى. وهذه الفوضى التي يتربى عليها الصغار تجعلهم قليلي المبالاة بقواعد السلامة المرورية حينما يكبرون ويتولون قيادة السيارات.
مقترحات
وضع مواصفات تفرض وجود أرصفة صالحة للمشاة في مختلف الشوارع، بما في ذلك الشوارع الداخلية، وينبغي أن تحوي المواصفات منع أوضاع تخل باستخدام الأرصفة. هذه المواصفات يجب أن توضح بالتفصيل أشياء كثيرة لضمان وجود أرصفة صالحة للمشاة. وينبغي الاستئناس بآراء كثيرين مهتمين من خارج البلديات والمرور. وهنا أمثلة، وضع مواصفات ثم التنفيذ على أساسها لمختلف الحالات والأوضاع، ليس فقط للأحياء والمنازل الجديدة بل حتى في الأحياء والمنازل القائمة. وهذه أمثلة، عرض الجزء المخصص من الرصيف لاستعمال المشاة، الذي يجب أن يكون خاليا من العوائق مثل الدرج والزراعة وأعمدة الإنارة واللوحات وغيرها. الحد الأدنى والحد الأعلى لارتفاع الرصيف عن الشارع. ومن المهم منع الوقوف بطريقة تعوق استخدام الرصيف. طبعا إصلاح الأوضاع يحتاج إلى ترتيبات تنفيذ وتفاصيل ووقت معتبر للتنفيذ أو التطبيق، إن الأمل معقود على من يعنيهم الأمر لاتخاذ الخطوات اللازمة لإصلاح الأوضاع. هذا وبالله التوفيق.
نقلا عن الاقتصادية
إستاذي الكريم: أثناء عملي قبل التقاعد في جهة خدمية، رأيتُ أرصفة حدودها تبعد عن أبواب المنازل بمعنى عرض الرصيف صفر!!! قبل حوالي 40 سنة (مثلاً مدينة الجبيل البلد) كما رأيت أرصفة بعرض 22 متر قبل 45 سنة (مثلاً منطقة المنصورية في الكويت)!!!... فتأمل باركَ الله فيك... والسلام.
الرصيف فى سياتل بالشمال الغربي بأمريكا هو نفسه بميامي فى الجنوب الغربي منها القياسات, الابعاد, الارتفاع والتنفيذ قياسي