يُبسِّط مدربو تطوير الذات، تطوير الذات بشكل يدعو للضحك؛ فهم يقولون إذا كان هدفك أن تكون رئيساً تنفيذياً لشركة، فردد: «أريد أن أصبح مديراً تنفيذياً»، وستصبح كذلك، لا سيما إذا رددته صباح مساء! للأسف هذا ما يروج له، ولكن الحقيقة أنك إن لم تسعَ وتعمل على تحقيق ذلك عملياً فسيبقى هدفك كلام ليل يمحوه النهار، والآن لننتقل لقصة لطيفة لشاب قرر أن يطور نفسه؛ تقول القصة إن ثلاثة شباب جميعهم جامعيون جمعتهم الصدفة للعمل في شركة واحدة، بدأ الشباب بممارسة أعمالهم وبمرتبات متساوية بحكم أنهم حديثو التعيين، أحد هؤلاء الشباب بعد مضي أربعة أشهر على التحاقه بالعمل الوظيفي بالشركة، طلب إجازة من رصيده من الإجازات، وعندما سأله زملاؤه أين سيقضي إجازته، قال لهم: سألتحق بدورة تدريبية. بادره زملاؤه: الشركة ستدفع تكلفة الدورة التدريبية المالية؟ أجاب: لا، أنا سأدفع التكاليف من حسابي، ذهب الشاب للدورة التدريبية بإجازة غير مدفوعة وبتكاليف دفعها من مرتبه، نجح الشاب في اجتياز الدورة وعاد لعمله وقدم لمديره شهادة الاجتياز، سأله مديره: أنت أخذت إجازة لبضعة أيام لتلتحق بالدورة التدريبية؟ أجاب الشاب: نعم. هز المدير رأسه وأخذ شهادة التدريب وشرح عليها: «ترفق بملف الموظف».
تكرر هذا الأمر مرة أخرى، وفي المرة الثالثة حينما طلب الشاب إجازة سأله مديره: هل تنوي الالتحاق بدورة؟ أجابه الشاب: نعم. فقال المدير: الإجازة وتكاليف الدورة ستكون مدفوعة من قبل الشركة. ذلك أن المدير وجد أمامه موظفاً يرغب في تطوير نفسه، أجابهم: أريد أن أضاعف مرتبي مرتين. ضحك زملاء الشاب على طموحه، ولكن بعد فترة وجيزة أتى للشاب عرض وظيفي بضعف مرتبه بشركة أخرى، قدم الشاب استقالته للمدير الذي استدعاه وسأله عن سبب الاستقالة، فأخبره الشاب بالعرض الذي تلقاه من الشركة الأخرى. فاوض المدير الشاب على المرتب ليقدم له مرتباً مقارباً لعرض الشركة الأخرى وإن كان ينقص عنه قليلاً، قبل الشاب العرض بمرتب يقترب من ضعف مرتبه وبزمن قياسي، في حين بقي زملاؤه الذين لم يطوروا أنفسهم بمرتبات لم تزد إلا وفق العلاوة السنوية.
القصة لم تنتهِ بعد؛ فبعد مرور نحو سنة من ذلك تلقى الشاب عرضاً من شركة منافسة بمرتب أعلى من مرتبه، عرض ذلك على مديره الذي بارك له العرض، معتذراً عن عدم تمكنه من إعطائه ذات المرتب؛ لأن الشركة لا تحتمل ذلك. غادر الشاب عمله في الشركة الأولى، ليلتحق بالشركة الثانية؛ وكل ذلك بسبب اجتهاده وتطويره نفسه، ولأن سوق العمل تبحث عن العنصر الأفضل، فالشركات الربحية تبحث عن الموظف الذي تكسب منه. ودمتم.
نقلا عن الشرق الأوسط
