الأصل في (سائق تطبيق تاكسي)، أي تطبيق، أن يكون حسن الهندام قليل الكلام، وهذه سمة غالبة لدى معظم السعوديين أينما عملوا، لكنني لمرتين متتاليتين أوقعني حظي العاثر مع سائقين لديهما تقييم عال جداً يتجاوز ٤,٩ نجمة، لكنهما لم يستحقا أكثر من نجمة واحدة مني!، فالأول كان رجلاً في منتصف العمر، أشعث الرأس، رثّ اللباس، تبدو سيارته كما لو أنها خرجت من (ريغة) طريق صحراوي، بينما تناثرت مقتنياته الشخصية على المقعد الخلفي، اصطحبني من المطار إلى المنزل بعد رحلة طيران مرهقة، لكن لم يكف عن الثرثرة المزعجة منذ اللحظة الأولى، ورغم صمتي إلا أنه كان يستنطقني للتفاعل معه دون أن يفهم أنني غير مكترث وغير راغب في إجراء أي حديث طويل، خاصة أن مواضيعه كانت في غالبها تافهة، ثم فوجئت به يمد لي هاتفه المحمول لكي أمسك به وأستمع إلى مقطع لأحد الأشخاص يتناول ظاهرة اجتماعية سلبية، وما زاد الطين بلة أنه خرج عن الطريق المرسوم بهدف اختصار الطريق عبر حارات الأحياء، فبدا لي ذلك تصرفاً غير محترف، خاصة أنه لم يختصر شيئاً بل زاد غرقاً في نقاط أكثر ازدحاماً، ولو كان الراكب أجنبياً لشعر بالريبة من الخروج عن الطريق، المهم أنني وصلت مثقلاً بإرهاق السفر وحقائبي مضافاً إليها صداع السائق المزعج!، عند التقييم منحته نجمة واحدة مع إبداء ملاحظاتي، لكنني استغربت من التقييم العالي الذي يكاد يلامس درجة الكمال!
السائق الثاني قبِل الطلب ثم بدأت دقائق الانتظار على شاشة التطبيق تزيد وتزيد بينما أرى حركته على الخريطة تبتعد حتى أدركت أنه يوصل راكباً آخر، ولم أفهم لماذا يقبل الطلب مادام مشغولاً بطلب آخر، أو لماذا ترسل له الشركة الطلب من الأساس ما دام لم ينه مهمته الأولى؟!، وقت الانتظار الذي بدأ بـ ٣ دقائق ليصل في النهاية إلى ١٣ دقيقة دون أي تقدير لأهمية وقت الراكب والتزاماته، لم يصاحبه أي اعتذار عن التأخير، بينما كان سلوكه خلال المشوار مقلقاً، يتجاوز الأنظمة المرورية ويشتم السائقين الآخرين، واللافت أيضاً أنه يملك تقييما عالياً يزيد على ٤,٩!، تأكد لي أننا شعب عاطفي نمنح السعوديين تقييماً لا يستحقونه لمجرد عاطفة الدعم للمواطنين، وهذا خطأ كبير لأن التقييم الفعلي هو ما يحقق الجودة ويرفع الكفاءة ويزرع الثقة!، نحن اليوم بلد يقصده السياح، وينتظر فيه المواطنون والأجانب من مقيمين وزوار خدمات ترتقي لرؤية السعودية الطموحة لتكوين صورة ذهنية إيجابية تسهم في تحقيق مستهدفات الجودة والإتقان!
باختصار.. اختصر عاطفتك في الدعم الشخصي المباشر، لكن عندما تؤثر هذه العاطفة في تضليل الآخرين ومستوى الأعمال يجب أن تدرك أنها مسؤولية وأمانة!
* * *
أكتب هذا المقال في مقهى يتمتع بتقييم ٤,٦ في «جوجل ماب»، لكنه في الحقيقة يستحق إضافة (-) لهذا التقييم!
نقلا عن عكاظ
أتفق تماماً
اتفق مع الكاتب الكريم في ضرورة تنحية العاطفة في التقييم المعلن والذي يمكن ان يتم من خلاله تضليل الآخرين . من زاوية أخرى يلاحظ على بعض الجهات الخدمية (طبعا بمقابل مادي) انها لا تقيم اعتبارا لموضوع التقييم مع انها مستمرة في إرسال طلبات التقييم لكل عميل عقب كل عملية خدمة من قبل موظفيها او المتعاونين معها! لذا من المأمل ان يكون هناك مبادرة من الجهات المشرفة على الجهات المقدمة للخدمات بمختلف أنشطتها ان تكون طلبات التقييمات من فبل الجهات المشرفة على ان تظهر ردود التقييمات لدى الجهة المشرفة والجهة الخدمية بحيث يتم تقييم ومحاسبة مقدمي الخدمات في ضوء تلك التقييمات (على أن تتخذ الإجراءات التي تضمن سلامة وحيادية تلك التقييمات). والله الموفق.
الاستاذ خالد ، انت بلاشك من الكتاب المميزين وصوتك الاعلامي مؤثر ومع ذلك اعتقد بأنك أطرت عقل المتلقي قبل أن يبدأ مقالك ! حيث خلصت من تجربتك الشخصية الى الحكم النهائي على شعب بأكمله بأنه عاطفي و لا يأخذ التقييم بشكله الجاد ! فالأولى أن يكون سؤالك ، هل نحن شعب عاطفي !؟ وتذكر ما اصابك انت فربما هناك حكايات وخبرات وتجارب لآخرين لا تؤيد ما ذهبت اليه تقبل شكري وتقديري لشخصكم الكريم استاذنا العزيز
تخيل انك سائق و فيه الالاف توصلهم الخدمة بشكل مستمر حتى و هم ما طلبوها ههههههه.. مش يابن الحلال وقفت على مشوار نصف ساعة.. رحلة شوي و تفوتني بسبب ما فيه احد استلم الطلب بثاني مدينة كثافة سكانية و بوقت ذروة.. دفعت بموقف المطار كم يوم سعر رحلة دولية.. جهة حكومية عندها مقاولين يركبون وصلاتهم.. اشتكيت على المقاول انه يبغاني اقوم بعمله و ان الشركة الحكومية بكبرها ما تقوم بدورها.. شارين بعداد.. طلع العداد مركب فساد فصلوا الوصله و رفضوا ينقلونها لاحد الملاك.. قصة طويلة و حنا ندفع تكاليفها.. اتصلوا بيتابعون التقييم قلت اقيمكم انتم مش فقط المقاول انكم ما قمتهم بعملكم.. لهم اشهر بيأدبوني ما ركبوا وصلتهم.. للحين نروي و الحياة حلوة ههههههه