انطلاقة سعودية في صناعة السيارات

16/11/2023 1
طلعت بن زكي حافظ

احتضنت محافظة جدة فعاليات النسخة الأولى من معرض "موردي ومصنعي قطع وأجزاء السيارات – SA”AutoConnect وذلك في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ خلال الفترة 8-9 نوفمبر الجاري 2023 تحت شعار "القيادة إلى 2030“، هَدف المنتدى إلى الذي جاء بتنظيم شراكة بين وزارة الصناعة والثروة المعدنية، ووزارة الاستثمار، والمركز الوطني للتنمية الصناعية؛ لتعزيز الشراكات المحلية والدولية وفتح أبواب الاستثمار للمستثمرين العالميين، من خلال إيجاد منصة لـتطوير قطاع صناعة السيارات وأجزائها في المملكة العربية السعودية، وقد حقق المعرض نجاحاً مبهراً في قدرته بجمع خبراء ومستثمرين ومهتمين بقطاع وصناعة قطع وأجزاء السيارات بما في ذلك الموردين تحت سقف واحد للاطلاع على أبرز الخدمات المقدمة للمستثمرين في مجال صناعة قطع وأجزاء السيارات بالمملكة والتعريف بها، سيما في ظل خوض المملكة مجال صناعة السيارات بتدشينها قبل أسابيع مصنع لوسيد لصناعة السيارات الكهربائية بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية وإطلاق علامتها التجارة "سير" كذلك لصناعة السيارات الكهربائية.

وأتت فكرة إقامة معرض لموردي ومصنعي قطع وأجزاء السيارات، تتويجاً وانسجاماً مع توجه المملكة العربية السعودية لصناعة السيارات الكهربائية من خلال صندوق الاستثمارات العامة الذي له دور مهم وأساسي في انتقال المملكة إلى صناعة السيارات الكهربائية المتطورة، انطلاقاً من استراتيجيته الطموحة التي تستهدف الاستثمار في 13 قطاعاً اقتصادياً واعداً، من بينها قطاع السيارات الكهربائية، حيث قد تم تدشين قبل أسابيع مصنع لوسيد لصناعة السيارات الكهربائية داخل السعودية بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ضمن جهود المملكة لتصبح ضمن أكبر 5 دول منتجة ومصدرة للسيارات الكهربائية في العالم، كما وقد أعلن الصندوق في وقتٍ سابق أيضاً عن إطلاق أول علامة تجارية سعودية لصناعة السيارات الكهربائية في المملكة "سير"، والتي تُعد خطوة رائدة ستشكل تأثيرا كبيرا على قطاع الصناعة في المملكة كونها أول علامة تجارية سعودية لصناعة السيارات الكهربائية في المملكة يُعول عليها أن تسهم بفعالية في تطوير قطاع مستدام لصناعة وتصميم السيارات الكهربائية محلياً وتوطين الصناعة.

من هذا المنطلق جاءت النسخة الأولى من منتدى ومعرض موردي ومصنعي قطع وأجزاء السيارات، لتدعم توجه المملكة في توطين الصناعات الواعدة من خلال بناء الشراكات العالمية وتطوير منظومة الصناعة بشكلٍ عام تحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030 بتحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة على مستوى المنطقة بل وحتى على مستوى العالم في صناعة السيارات الكهربائية، سيما وأنها تستهدف الوصول إلى أن تكون نسبة السيارات الكهربائية بالمملكة 30 % إلى إجمالي أعداد السيارات بحول عام 2030، لعله من المهم الإشارة إلى أن عقد مثل هذه المنتديات، يساهم بشكل كبير في دعم توجه المملكة إلى تأمين سلاسل الإمداد الخاصة بالسيارات وما يؤكد على ذلك ما أعلن عنه صندوق الاستثمارات العامة في وقتٍ سابق عن توقيع اتفاقية مع شركة بيريللي لإطارات السيارات عن مشروع مشترك لتأسيس مصنع للإطارات في المملكة، تبلغ حصة الصندوق بالمشروع 75 %، في حين ستمتلك "بيريللي" النسبة المتبقية من حصة المشروع.

أخلص القول: إن منتدى ومعرض موردين ومصنعي قطع وأجزاء السيارات قد حقق نجاحاً لافتاً في نسخته الأولى، بتناغمه وانسجامه مع الاستراتيجية الوطنية للصناعة، التي تستهدف 12 قطاعاً صناعياً استراتيجياً واعداً من بينها صناعة السيارات، وصولاً إلى إنشاء سوق ضخم لصناعة السيارات الكهربائية داخل المملكة وخارجها، كما أن المنتدى قد نجح في دعم توجه المملكة نحو تطوير منظومة سلاسل الإمداد المرتبطة بقطع وأجزاء السيارات، بحيث أن تكون مدعومة ببنية تحتية وفوقية قوية ومتينة تلبي احتياجات مصانع السيارات بالمملكة من قطع وأجزاء السيارات، سيما في ظل توجه المملكة لصناعة 300 ألف سيارة بحلول عام 2030، حيث على سبيل المثال تخطط شركة "لوسيد" لإنتاج 155 ألف سيارة في السنة عند التشغيل الكامل، في حين تستهدف شركة "سير" إنتاج 170 الف سيارة سنوياً، ولعل الأهم من ذلك وذاك هو خلق الوظائف للشباب السعودي من الجنسين والتأثير الإيجابي على الناتج المحلي للمملكة، حيث على سبيل المثال، ستخلق شركة "سير" 30 ألف وظيفة، وسوف ستضخ في الناتج المحلي للمملكة غير النفطي مبلغ 30 مليار ريال بحلول عام 2030.

 

 

 

نقلا عن الرياض