مؤتمر صحفي عقدته الهيئة العامة للإحصاء مؤخراً عن تعداد السكان 2022، أوضحت الهيئة أن عدد سكان المملكة بلغ 32.175.224 نسمة، وفقًا للنتائج الرئيسة لتعداد السعودية 2022 التي نشرتها الهيئة على موقع التعداد، من بين النتائج كذلك، وبالتحديد مقارنة بتعداد 2010، نما عدد السكان الإجمالي من 24 مليون نسمة عام 2010 إلى 32.2 مليون نسمة عام 2022، بزيادة قدرها 8.2 ملايين نسمة وبنسبة زيادة بلغت 34.2 % ومتوسط معدل نمو سنوي وصل إلى 2.5 %، فيما قد زاد عدد السعوديين من 14 مليون نسمة إلى 18.8 مليون نسمة، بزيادة إجمالية وقدرها 4.8 ملايين نسمة وبنسبة نمو بلغت 33.8 %، وارتفع كذلك عدد السكان غير السعوديين من 9.9 ملايين نسمة إلى 13.4 مليون نسمة بزيادة إجمالية قدرها 3.5 ملايين نسمة وبنسبة نمو بلغت 34.7 %، إن اللافت في نتائج التعداد، أن متوسط عمر السكان في المملكة هو 29 عاماً و25 عاماً للسعوديين، وتشكل نسبة السعوديين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً 63 %.
لعل من بين أبرز استنتاجاتي لنتائج التعداد، أن النمو السكاني في المملكة يفوق معدل النمو السكاني العالمي للسكان الذي تراجع عالمياً إلى أقل من 1 % سنوياً للمرة الأولى منذ عام 1950 وفقاً لتقرير جديد صادر عن الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للسكان، ما يعني أن هناك حاجة مستقبلية للتوسع في المرافق والخدمات الأساسية من شبكات طرق وشبكات مياه وكهرباء وإلى غير ذلك من الخدمات، بما في ذلك الخدمات الصحية والتعليمية، وهذا الأمر -ولله الحمد- مقدور عليه حيث إن الدولة -رعاها الله- تبذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيق ذلك، فعلى سبيل المثال لا الحصر؛ قد بلغ عدد أطوال الطرق بالمملكة 500 كليو متر، والذي يُعد من بين الأعلى على مستوى العالم، كما واحتلت المملكة المركز الأول على مستوى دول مجموعة العشرين في مؤشر ترابط شبكة الطرق.
الاستنتاج الآخر، أن المجتمع السعودي لا يزال -ولله الحمد- مجتمعا فتيا وشبابيا، والذي ينسجم ويتناغم تماماً مع أحد مرتكزات رؤية السعودية 2030 بأن نكون مجتمعا حيويا، رغم أنه يخلق في نفس الوقت تحدياً على الدولة والقطاع الخاص فيما يتعلق بخلق وتوليد الوظائف. ولكن رغم ذلك فإن نتائج سوق العمل الأخيرة تبشر بالخير بأننا نسير بالمسار الصحيح بتحقيقنا لمعدل بطالة قريب من مستهدف الرؤية بحدود 8 % بالربع الرابع من العام الماضي، وتمكننا من توظيف أكثر من 2,2 مليون مواطن ومواطنة بالقطاع الخاص، والذي يُعد رقما تاريخيا، رغم هذه النتائج والإحصائيات المبشرة بالخير والمطمئنة في نفس الوقت التي كشف عنها التعداد، إلا أن بعض مواقع التواصل الاجتماعي ضجت من النتائج من حيث ما أظهرته بأن عدد المواطنين السعوديين في 2015 كان 20.7 مليونا، وفي 2022 بلغ 18.8 مليونا، ما يعني أن العدد انخفض تقريباً بنحو 2 مليون نسمة في ظل النمو الذي كشفت عنه النتائج.
دون أدنى شك أن الاستغراب والتعجب في محله، ولكن في نفس الوقت من المهم جداً، أن نعرف بأن التعداد السكاني الأخير كان يغلب عليه التوجه الرقمي بنسبة كبيرة، من خلال استخدام ابتكارات وتقنيات متعددة جعلته يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، مثل الذكاء الاصطناعي والأقمار الاصطناعية والخرائط التفاعلية وغيرها من التقنيات، هذا بالإضافة إلى قيام الهيئة بعمل المقارنة والتكامل مع بيانات السجلات الإدارية الحكومية، التي هي الأخرى تحسنت كثيراً مقارنة بالماضي من حيث دقة المعلومات والبيانات نتيجة لتوظيف التقنيات المتقدمة والمتطورة، والذي بدوره عكس بنتائج أكثر دقة وتفصيلاً عن السكان السعوديين مقارنة بحملات التعداد السابقة، كما أن التغيير في المنهجية المتبعة في تنفيذ تعداد 2022 مقارنة بتعداد 2010 لتقديرات السكانية للأعوام السابقة يأتي متوافقاً مع توجهات الحكومة ورؤية المملكة 2030؛ لرفع مستوى الشفافية وتوفير البيانات الدقيقة للقطاعات المختلفة مثل القطاع الخاص والمستثمرين.
أختم مقالي بالقول وليس من باب الدفاع عن الهيئة العامة للإحصاء، بأن معظم دول العالم بين الحين والآخر تقوم بإجراء تعديلات على بياناتها وإحصاءاتها تبعاً للمتغيرات الديموغرافية والتغيرات التي تطرأ على منهجية التعداد ووسائل التقنية المستخدمة.
نقلا عن الرياض
هل رؤية 2030 التي اُعلن عنها في نيسان 2016 اعتمدت على احصاءات 2015 التي تقول أن السعوديين 20.7 مليون؟ إذا كان هذا صحيحا فلابد أن يكون عندنا وفرة في الوظائف و ليس بطالة طالما اتضح أن عدد السعوديين أقل بـ 2 مليون من العدد الذي اُعدت الخطة على أساسه ، و كذلك وفرة في انتاج الكهرباء و المياه المحلاة و أماكن مزاولة الرياضة و... و... و إلخ فليس معقولا أن تتجهز لإستقبال 1000 مدعو ثم يحضر 800 و مع ذلك يغادر 100 شخص بدون عشاء.
يا اخ طلعت و يا صديقي قبل 50 عاماً ، اهديك سلامي و تحياتي ، كا ارجوا تعديل رقم مجموع اطوال الطرق في المقال ( ال 500 كيلو متر) لأنه غير صحيح اطلاقا .
كما