90 في المائة من سكان العالم يعرفون شركة ماكدونالدز وعلامتها الشهيرة، ولكن حين تسأل أحدهم عن مجال عملها الرئيس سيقول لك، "بيع الهامبرجر" أو "الوجبات السريعة"، وهذا الخطأ وقع فيه أيضا طلاب جامعة أوستن عام 1974 حين استضافوا راي كروك "المؤسس الحقيقي لمطاعم ماكدونالد للوجبات السريعة". استهل حديثه معهم بهذا السؤال الغريب: هل تعرفون مجال عملي الرئيس؟. ضحك الطلاب معتقدين أنها دعابة من رجل الهامبرجر.. ولكنه لم يبادلهم الضحك وعـاد لطرح السؤال بكل جدية، هل تعرفون فعلا مجال عملي الرئيس؟، وهنا ضحك عدد أقل، وصاح البعض من آخر القاعة، "البـيج ماك" "ساندوتشات اللحم" "شرائح البطاطس".. ولكنه قال بجدية، مجال عملي الأساسي هو العقارات وليس الطعام. سكت الجميع فأكمل حديثه قائلا، فكروا في الأمر جيدا، لدينا أكثر من 5000 مطعم "في ذلك الوقت" توجد جميعها في مواقع تجارية ممتازة تعفينا من دفع الإيجارات والضرائب، ويرتفع سعرها عاما بعد عام.
وحين تفكر "أنت" بالأمر جيدا تكتشف أن ما تفعله "ماكدونالد" تفعله أيضا شركات كثيرة يبدو مجال عملها بعيدا عن العقارات.. تفعله شركات التقنية والأدوية والسيارات والبنوك التي تملك مواقع عقارية ممتازة في كل شارع، كان روي كلارك يحاول إفهام طلاب الجامعة أن امتلاك "ماكدونالدز" للعـقارات يقدم ست خدمات أساسية:
1) فبهذه الطريقة تحول الشركة الأرباح النقدية إلى أصول عقارية تقدم مداخيل مستقرة ومضمونة.
2) كما تعـفيها من دفع إيجارات المطاعم والضرائب التي تدفع على الإيجارات.
3) وفي معظم الدول، تشتري "ماكدونالدز" الأرض وتؤجرها على الوكيل المحلي "وهكذا تأخذ منه قيمة الإيجار وحق التوكيل".
4) وبمرور الوقت، يرتفع عدد عقاراتها، وترتفع قيمتها السوقية، وترتفع مع الاثنين الأصول المالية للشركة.
5) وبارتفاع أصول الشركة، تصبح مؤهلة لأخذ قروض أكبر وتحصل على تسهيلات بنكية تساوي قيمتها السوقية.
6) والأهـم من كل هذا أن النظام الضريبي في معظم الدول يستقطع نسبة كبيرة من أرباح المطاعم "45 في المائة في أمريكا" ولكنه لا يستقطع شـيئا على العقارات المملوكة لأصحابها!
واليوم وصل عـدد مطاعم مكدونالد إلى 39,000 مطعم حول العالم، منها 13,837 على الأقل تعد أملاكا عقارية خالصة للشركة!، أخبرك بهذا لثلاثة أسباب رئيسة:
ـ كي تتصرف "على نطاق شخصي صغـير" مثـل الشركات الكبيرة.
ـ وكي تتعـرف على أهم طرق تخفيض الضرائب والإيجارات، ورفع قـيمتك المالية في السوق.
ـ ولكي تفكر جديا بـتحويل استثماراتك الخطيرة "كالأسهم" إلى أصول آمـنة ومستقرة كـ"العـقارات".
نقلا عن الاقتصادية