تذبذبات الأسواق وتحركات الدولار

04/05/2023 0
بسام العبيد

تشهد الأسواق العالمية تذبذبا حادا نتيجة عدة ضغوطات منها: بدء موسم إعلانات الشركات التي يتابعها المستثمرون من كثب وباهتمام بالغ، حيث يكون هناك تغير في مراكزهم الاستثمارية بناء على ما تعلنه الشركات من نتائج وما يترتب على ذلك من زيادة وتخفيض أو احتفاظ وربما حتى تغير في المراكز، ما ينعكس على أسعار الأسهم سلبا وإيجابا وفقا لذلك. كما أن تحركات الدولار الأخيرة الذي شهد بعض الارتداد يضغط بدوره على الأسواق حيث من المتوقع أن يرفع الفيدرالي الفائدة بربع نقطة مئوية لتصل ما بين 5 و5.25 في المائة، الذي بدوره يعزز من ارتفاع الدولار، رغم ذلك يواجه الدولار بعض التحديات التي قد تعيقه عن الاستمرار في الارتداد منها اقتراب الفيدرالي من ذروة رفع الفائدة إن لم يكن قد وصل إليها بالفعل، وفي هذا الصدد توقع خبراء موجان ستانلي توقف الفيدرالي "مؤقتا" عن رفع الفائدة في اجتماعاته المقبلة، كما جاءت بيانات الوظائف الأمريكية الشاغرة هذا الأسبوع سلبية، وبأقل من توقعات الأسواق الذي بدوره يعطي مؤشرا على أداء سوق العمل، ما يشكل ضغطا إضافيا على الدولار، كما يشهد القطاع المصرفي في الولايات المتحدة بعض التحديات أخيرا، الأمر الذي استدعى تدخل الجهات الرسمية والرقابية بضخ سيولة إضافية عقب انهيار عدة بنوك أمريكية، كان آخرها بنك فيرست ريبابليك الذي أصبح يعد ثاني أكبر فشل مصرفي في تاريخ الولايات المتحدة من حيث الأصول، ما دفع إلى استحواذ جيه بي مورجان على فيرست ريبابليك، الأمر الذي أثار مخاوف المستثمرين من أن تكون هناك بنوك أخرى في طريقها إلى الإفلاس والانهيار، ما تسبب في تراجع حاد لقطاع البنوك الأمريكي حيث خسر القطاع في جلسة الثلاثاء الماضي أكثر من 6 في المائة.

على صعيد آخر ينتظر المستثمرون في السوق السعودية إعلان شركة سابك أرباحها للربع الأول من العام الجاري، حيث يشير متوسط توقعات المحللين إلى انخفاض أرباحها 89 في المائة مقارنة بالربع الأول من العام الماضي وبارتفاعها 141 في المائة عن الربع السابق، فإذا جاءت النتائج أفضل من التوقعات فقد يتلقى السهم بعض الدعم من المستثمرين مستهدفا منطقة 95 ريالا، وفي حال كانت النتائج أسوأ من التوقعات فقد يدفع السهم لاختبار منطقة 85 ريالا، وتعد شركة سابك قائدا في القطاع ومؤثرا في حركة المؤشر العام للسوق، ومن الطبيعي أن يكون هناك انخفاض في الأرباح مقارنة بالربع المماثل من العام السابق، حيث أعلنت شركة سابك للمغذيات الزراعية تراجع أرباحها خلال الربع الأول من هذا العام بنسبة 61 في المائة مقارنة بالربع المماثل من العام الماضي، كما أعلنت شركة كيان تحقيقها خسائر خلال الربع الأول من هذا العام مقارنة بأرباح محققة في الربع المماثل من العام الماضي بفارق يزيد على 420 في المائة، ما يعطي توقعا بانخفاض الشركة الأم سابك حيث تمتلك نسبة كبيرة في كلا الشركتين.

من جهة أخرى شهدت السوق السعودية بعضا من عمليات جني الأرباح بعد تحقيقها لـ11350 مطلع الأسبوع الحالي، لكنها لا تزال تحافظ على منطقة الدعم عند 10800 نقطة، كما يشكل تراجع النفط وكسره مستوى 80 دولارا للبرميل ضغطا على السوق السعودية، حيث تربطهما علاقة تاريخية في الحركة.

 

نقلا عن الاقتصادية