منتصف الطريق

16/04/2023 0
علي المزيد

بعد تسعة أيام من الآن وتحديداً في 25 أبريل (نيسان) المقبل تبلغ رؤية السعودية منتصف العمر، فماذا حققنا من الرؤية حتى الآن… أولاً وقبل كل شيء حققنا تعديلاً للأنظمة القائمة بما يتوافق مع العصر، وأنشأنا أنظمة جديدة إن لم تكن كل الأنظمة جديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر، نظام الإفلاس ونظام التأشيرات ونظام الشركات المساهمة وتخلينا عن كثير من محاذيرنا الأمنية التي في بعضها على الأقل لم تكن واقعية،هذا من جانب، من جانب آخر أنجزنا جزءاً من بوابة الدرعية لأننا في منتصف طريق الرؤية والبجيري خير شاهد على ذلك، قمنا بإنجاز البنية التحتية لحديقة الملك سلمان في الرياض، والمهندسون قبل غيرهم يعرفون أن البنية التحتية تمثل 60 في المائة من المشروع.

لم نتحدث بعد عن «نيوم» شمال غرب السعودية، التي باتت معالمها واضحة للعيان، ناهيك عن مشاريع البحر الأحمر، ومشروع القدية الذي يعد مشروعاً ترفيهياً ورياضياً، بالإضافة إلى المطار المتوقع أن يقام هناك، يضاف إلى ذلك إقامة الضواحي السكنية مثل ضاحية الفرسان بهدف تمكين المواطنين من امتلاك سكن ميسر، والأهم من ذلك توجه السعودية إلى تقليل الاعتماد على النفط من خلال جعل السعودية منطقة لوجستية تخدم القارات الثلاث وبقية قارات العالم، تحويل صندوق الاستثمارات العامة إلى مؤسسة تهدف إلى الوصول بأصولها إلى 7 تريليونات ريال، وتحويل شركة أرامكو من شركة نفطية إلى عملاق صناعي.

ولن أتحدث عن المنجزات على الأرض مثل تطوير وسط جدة وتطوير مكة ومطار الملك سلمان وغيرها من المشاريع، ولكني سأتحدث عن الإنسان الذي لم تهمله الرؤية، بل أخذته الرؤية بعين الاعتبار مثل ابتعاث الطلاب وفق معايير محددة بمَن فيهم طلبة البكالوريوس وغيرها من الدرجات، التركيز على المحتوى المحلي وتطويره وفرضه على الشركات المتعاقدة مع الحكومة سواء كانت شركات محلية أم أجنبية، وهذا يخدم الموظف المحلي لأنه يوفر له وظيفة كلما زاد التركيز على المحتوى المحلي، ولا يمكنني في عجالة قصيرة أن أحصر كل منجزات منتصف الطريق البالغ من العمر سبع سنوات تنقص تسعة أيام، ولكن عند بلغونا الدرجة العاشرة من الطريق سأكتب لكم إن شاء الله أننا بلغنا نهاية الطريق قبل الوقت المحدد، وأننا لم نتجاوز السرعة المحددة ولكننا واصلنا العمل ليل نهار، ولن نتوقف لأننا سنبحث عن طريق آخر نسلكه. ودمتم.

 

نقلا عن الشرق الأوسط