القافلة تسير

05/03/2023 0
علي المزيد

تابعت باهتمام اللقاء التلفزيوني الذي أجراه المذيع المتألق زميلي عبد الله المديفر، الذي يعرف كيف يطرق مواضيع الساعة ويحضر لها بجودة عالية، ليجبرنا كمشاهدين على أن نتابعه وضيوفه، وكان ضيفه الأسبوع الماضي أمين مدينة الرياض الأمير فيصل بن عبد العزيز بن عياف، وتابعت اللقاء لعدة أسباب، منها سببان رئيسيان، أولهما أنني أسكن هذه المدينة، لذا يهمني أن تكون جودة الحياة بها عالية... ثانياً، أن الرياض عاصمة الثقل السياسي العربي، لذلك أرغب أن تظهر بأحلى حُلة أمام زائريها.

تحدث الأمين عن مشاريع مدينة الرياض الكبرى مثل بوابة الدرعية وحديقة الملك سلمان والمركز المالي ومشروع القدية ومطار الملك سلمان الدولي والقائمة تطول... لن أتحدث عن الإيجابيات التي بشرنا بها الأمين، لكني سأتحدث عن المشاكل التي تحيط بالمدينة، وسأستبدل بمفردة المشاكل مفردة استخدمها الأمين وعبر عنها بالتحديات... أول هذه التحديات هي الإيقافات على الأراضي والأحياء، وبالتأكيد أنا مع هذه الإيقافات لأنها تخدم مشاريع كبرى، أو تُجنبنا مشاكل محتملة، ولكن ما أود ذكره هو أن هذه الإيقافات تؤثر تأثيراً مباشراً على المُلاك، وبعض هؤلاء المُلاك من الطبقة الوسطى والبعض الآخر من الطبقة الأقل، وإذا طالت مدة الإيقاف فإنهم سيتأثرون سلباً، لذا آمل من الأمين والجهات التي أمرت بالإيقاف أن تعمل ليل نهار على تخطيط هذه المناطق الموقفة ليتم حلها بأسرع وقت، لأن مثل هذه الإيقافات تؤثر سلباً على المُلاك، وسواء كان الحل بالتثمين أو رفع الإيقاف المهم أن يتم الحل.

ثانياً التحدي الآخر، ذكر الأمين ما معناه أنه ستكون هناك قائمة سوداء للمقاولين الذين لا ينجزون الأعمال المسندة لهم على الوجه المطلوب، وهذا أمر جيد بل مطلوب، ولكن على عكس ذلك هناك مقاولون يقومون بأعمالهم على أكمل وجه، ولكن صرف مستحقاتهم يتأخر، والجميع يعرف أن للتأخير تكلفة مادية، فهؤلاء لديهم عمالة وموردون ينتظرون مستحقاتهم، فإذا تأخرت الجهات عن صرف مستحقاتهم فإنهم مضطرون للاستدانة من البنوك، ولا أظن أن هناك بنكاً في العالم يقرض قرضاً حسناً!

سأل المديفر، الأمين، عن مفتشي الأمانة الذين يتعسفون ضد المحلات بالمخالفات، لأن لهم نسبة مقتطعة من هذه المخالفات، فذكر الأمين أنهم قاموا بفتح منصة يستقبل من خلالها تظلمات أصحاب هذه المنشآت، ومثلها أيضاً تعمل وزارة الصحة، ومن غير المنطقي أن يكون الخصم هو الحكم، وأقترح بهذا الصدد أن ينشأ مركز مستقل يتلقى شكاوى المواطنين وتظلماتهم على أي جهة، وأنا هنا لا أتحدث عن التقاضي، لأن ديوان المظالم متخصص في المقاضاة، ولكن أتحدث عن المشاكل البسيطة التي يمكن حلها عبر هذا المركز.

أعجبتني شفافية الأمين العالية واعترافه بالأخطاء والسعي لحلها، فهو لم يكابر ولم ينكر، وقد كنا في مدينة الرياض نعاني من الجهات التي تحفر الطرق لغرض إيصال الخدمات بعشوائية عالية، وذكر أنه في خمس سنوات وبمساحة واحد كيلومتر في واحد كيلومتر مربع تم رصد 64 جهة قامت بالحفر والدفن في هذا الكيلو، ووعدنا بإنشاء مركز ينسق بين هذه الجهات لتصل الخدمات في وقت متزامن ومختصر، وهو ما يسعد قاطني مدينة الرياض.

الحكومة السعودية تستبق تطلعات مواطنيها مما يصعب علينا ككُتاب ملاحقة مشاريعها، فلقد أعلن «مركز شريك» دعم ثماني شركات سعودية بـ192 مليار ريال لإقامة 12 مشروعاً، مما يجعلها تسهم في زيادة الناتج الوطني، لذلك قافلة السعوديين تسير... تاركة للآخرين صياغة تقاريرهم التلفزيونية واستخدام حقوق الإنسان والمساواة وغيرها من المبادئ ذريعة لإثارة الشعوب ولي يد الحكومات، فنقول لهم إن الشعوب أصبحت واعية وتُقدر جهود قياداتها، وتعمل معها لبسط الأمن ونشر الرفاهية. ودمتم.

 

نقلا عن الشرق الأوسط