تقول نكتة حديثة إن تاجراً شرق آسيوي رأى تجارة الحلال رائجة في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وواقع الحال هي مزدهرة في كل بلاد الفرنجة، كما أنها تواجه رواجاً لا نظير له في البلاد الإسلامية، حيث المستهلك يبحث عن المنتجات الحلال في جميع المعلبات والزيوت والأجبان وغيرها، كما أنه يبحث عن الذبح الحلال.
التاجر الآسيوي حينما رأى ازدهار تجارة الحلال قرر أن يشتغل في حقل تجارة الحلال، وبالفعل سلك هذا المسلك، وبدأ يبيع منتجات الحلال من اللحوم وغيرها، لكنه تهور في نهاية المطاف وذبح خنزيراً وعلق عليه لوحة كتب عليها «خنزير حلال».
تذكرت هذه النكتة القديمة الحديثة حينما رأيت بعض خطط السعودية في مجال الاقتصاد التي أشارت إلى أن حقل تجارة الحلال مليء بالفرص الاستثمارية، وحثت الشباب أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة إلى الدخول في هذا المجال.
ومجال تجارة الحلال أولاً، مربح، ثانياً، واسع ومتشعب، ثالثاً، في البداية لا يحتاج رأس مال كبيراً ولكنه يحتاج جهداً كبيراً ومتواصلاً كي ينجح.
رابعاً، قابل للتطور والتوسع من مكاسبه، بمعنى أن من يدخل ميدان تجارة الحلال بالتأكيد يحتاج رأس مال، وبعدها وأثناء التطور فهو لا يحتاج سوى تمويل بسيط مقابل توسع هائل، لأن تجارة الحلال توفر سيولة عالية.
خامساً، أن مثل هذه التجارة تبدأ بتجارة التجزئة، ثم تنمو لتصبح مصانع صغيرة متخصصة في صناعة غذائية معينة، ثم تتطور لتصبح مصانع كبيرة منتجاتها ماركات عالمية وسلاسل إمدادها تصل إلى جميع أوروبا وإلى الأميركيتين، بل وتعم جميع دول العالم.
سادساً، أن الشباب المسلم حينما يدخل لمثل هذه التجارة، فإنه سيعرف بحكم أنه مسلم المناسبات الدينية، لذلك سيستعد لشهر رمضان بتجهيز التمور التي يفطر عليها الصائمون لكسر صيامهم. كما أنه سيعرف ما يحتاجه مسلمو كل بلد، سواء كان في بلد مسلم أو بلد أوروبي أو أي بلد غربي. لذلك فهو سيجهز احتياجاتهم وفق حاجة مسلمي كل بلد. كما أن من يدخل في هذه التجارة من المسلمين سيعرف كيف يجهز لعيد الأضحى، سواءً بتوفير الأضحية أو بطريقة توزيعها على الفقراء والمحتاجين.
وحينما يدخل الشباب المسلم لمثل هذه التجارة، فإنه سيحظى بمصداقية عالية لدى المستهلك النهائي، لأن المستهلك يتوقع أن يكون البائع بحكم دينه يعرف الحلال والحرام في المأكولات، لذلك هو سيبتعد عن المأكولات المحرمة، وسيبيع المأكولات الحلال من وجهة النظر الإسلامية هذا أولاً، وثانياً، سيعرف كيف يقدم منتجات الحلال، سواء بطريقة الذبح أو بطريقة تركيبة المنتج، لذلك فهو سيبتعد عن تقديم لحم الخنزير الحلال!!! ودمتم.
نقلا عن الشرق الأوسط
موضوع دخول الكثير من الشباب والمستثمرين في هذا المجال أمر خطير ويجب ان يوضع له شروط، فقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام "الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات …". يبين ان الامر عظيم واننا بحاجة الى شركات قادرة على جلب الوسائل والاجهزة وقبلها العلماء المتخصصين للبدء في هذه الصناعة حتى لا يخرج لنا تاجر مثلما ذكرت ويضع لافتة على خنزير مذبوح بالحلال