يشهد مؤشر الدولار عمليات جني أرباح بعد تحقيقه قمة هي الأعلى منذ 20 عاما بعد اقترابه من مستوى 115، حيث وصل 114.77 في نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي، وبدأ التراجع إلى منطقة 110 وارتد منها، لكنه لم يستطع تجاوز قمته الأخيرة. وعلى الرغم من هذه التراجعات التي يشهدها مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام "ست من العملات الرئيسة"، إلا أنه لا يزال متضخما على الفاصل الأسبوعي، ويحتاج إلى البقاء في المنطقة الحالية بين 110 و115، قد يكون هذا التراجع مدفوعا بتفاؤل المستثمرين من أن "الفيدرالي الأمريكي" قد يرفع الفائدة الأسبوع المقبل بأقل من 0.75 نقطة، والمزمع إعلانه في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر)، ما قد يدفع مؤشر الدولار إلى كسر منطقة الدعم 110 ويفسح بذلك مجالا لأسواق الأسهم باستكمال ارتداداتها الحالية. ومناطق الدعم الحالية للدولار هي 110 ثم 107.50، وآخرها عند 105 التي تعد المنطقة الأقوى بينها، التي بدأ منها مساره الصاعد الفرعي قبل شهرين، وفي حال جاءت نسبة الرفع بـ0.75 نقطة، فذلك سيمنح الدولار زخما لتحقيق قمة أعلى من 115، ويؤخر عمليات جني الأرباح بعض الوقت، التي هو بحاجة إليها وسيضغط على الأسواق من جديد.
وللحديث عن السوق السعودية، فالمؤشر العام للسوق في مسار هابط من 13950 نقطة، وهي القمة التي حققها في أيار (مايو) الماضي، ودخلت بعده السوق في موجة هابطة وترند هابط، تزامنا مع بقية الأسواق العالمية، وتراجعت السوق إلى مستويات 10900 نقطة، فقدت خلالها أكثر من ثلاثة آلاف نقطة، وفي مطلع الأسبوع الجاري استطاع المؤشر العام تجاوز هذا المسار "الترند" الهابط والإغلاق أعلى منه لمدة يومين مع تجاوزه متوسط 50 يوما، ما يفتح له المجال في الصعود لمنطقة 12700 نقطة التي تعد حاجز المقاومة الأعنف، التي بتجاوزها سيكون قد تحرر من مساره الهابط بشكل كامل، وهذا يعني كثيرا للسوق، حيث يترقب كثير من المستثمرين والصناديق تحرر السوق من موجتها الهابطة، ما يشجع على عودة ضخ السيولة ووصولها إلى المستويات التي كانت عليها قبل الهبوط.
يعد اختراق الترند الهابط مع تجاوز متوسط 50 يوما علامة إيجابية للسوق، لكنها لن تكتمل إلا بتجاوز القمة الأخيرة على هذا الترند عند 12700، كما فصلناه في مقال الأسبوع الماضي، ومع ذلك تبقى فرصة للاستفادة من هذه الحركة والارتداد الحاصل حتى نشاهد قدرة المؤشر العام على تجاوز ما ذكرنا، وهي فرصة حالية لعموم أسواق الأسهم والسلع على حد سواء بدعم من ضعف الدولار الذي ذكرناه بداية المقال.
كذلك فإن النفط لا يزال لديه مجال للارتفاع إلى مستوى 95 دولارا الذي يعد داعما لحركة السوق السعودية، فالعلاقة بينهما قوية والتشابه في الحركة كبير إذا ما نظرنا إلى الرسم البياني "التشارت" تاريخيا.
ولو نظرنا كذلك إلى حركة الذهب فهو لا يزال يحافظ على منطقة دعمه عند 1600 ويتداول حاليا أعلى من 1650 ومرشح لاختراق 1700، إلا أن مقاومته الحالية عند 1725 هي الأهم حيث تجاوزها يعني 1800 كمستهدف مقبل.
ومما سبق نلاحظ أن حركة الدولار تسير معاكسة لحركة أسواق الأسهم والسلع، وكل تراجع على الدولار يمنح الأسواق مجالا للارتفاع والعكس صحيح.
نقلا عن الاقتصادية
مقال روعة, شكرا