تسير الأسواق المالية "أسهم ــ عملات ــ سلع ــ معادن" في ثلاثة اتجاهات رئيسة، إما صاعدة أو هابطة أو عرضية، ففي الاتجاه الصاعد يحسن بالمتداول اتباع سياسة الشراء والإبقاء، بمعنى أن يشتري ويحتفظ بما اشتراه، وهذا في عموم الأسواق حتى يتم فيها كسر الاتجاه إلى أسفل، والابتعاد عن المضاربة، حيث سعر السهم أو الورقة المالية يرتفع كل فترة، ما يجعل المضاربة مكلفة عليه من حيث العمولات التي يدفعها لكل عملية شراء أو بيع كذلك. إنه يضطر إلى إعادة شراء ما باعه بسعر أعلى، ما يجعل سياسة الشراء والإبقاء في حالة الاتجاه الصاعد خيارا أكثر ملاءمة وأسهل متابعة وأقل تكلفة.
أما الاتجاه الهابط، فيختلف التعامل معه حسب نوعية السوق المالية، ففي الأسواق ذات الاتجاه الواحد التي يكون فيها الربح من خلال الصعود فقط يفضل الاحتفاظ بالسيولة حتى يتم بناء اتجاه صاعد جديد، أما في السوق ذات الاتجاهين التي يكون فيها الربح من الصعود والهبوط، فالأفضل أن تكون صفقاته مبنية على توقع الهبوط، حتى يتم تغير المسار والاتجاه من الهبوط إلى الصعود.
أما في الحالة الثالثة من الاتجاهات، وهي حالة الاتجاه العرضي، وهي حالة يشترك فيها جميع الأسواق المالية، فتكون حالة السوق أو الورقة المالية تسير بشكل أفقي وداخل نطاق معين لا تتجاوزه إلى أعلى أو إلى أسفل، فيكون وقتها الاحتفاظ بالجزء الأكبر من المحفظة كسيولة، واستخدام الجزء المتبقي كمضاربة لحظية أو يومية، وذلك يتطلب إلمام المتداول بالمضاربة ويعتمد على مدى إتقانه لها، لما فيها من مخاطر، لذلك يفضل الكثير في الاتجاه العرضي الانتظار لحسم الاتجاه، الذي قد يكون لمصلحة المشترين، ويعني الاختراق والدخول في اتجاه صاعد أو الكسر إلى أسفل لمصلحة البائعين، والدخول في مسار هابط.
والاتجاه الصاعد يتكون من قمم وقيعان صاعدة، كل منها أعلى من الآخر، بينما الاتجاه الهابط يتكون من قمم وقيعان هابطة كل منها أدنى من الآخر، وهناك نقطة قد يجهلها بعض المتداولين وهي أن الاتجاه الصاعد تتخلله "عمليات جني أرباح"، وهي تشكل قيعانا صاعدة، وتعد منطقة استراحة وتهدئة قبل معاودة الصعود، فطالما بقي الاتجاه صاعدا ولم يكسر إلى أسفل نتوقع قمما جديدة، والعكس كذلك، فالاتجاه الهابط تتخلله "عمليات ارتداد" وهي تشكل قمما هابطة، وتعد منطقة استراحة قبل معاودة الهبوط، فطالما بقي الاتجاه هابطا ولم يتم التحرر منه نتوقع قيعانا جديدة.
وما ذكرنا من أنواع الاتجاهات فهو خاص لمتتبعي الموجات الصاعدة والهابطة وطريقة التعامل معها، وهو لا يشمل المستثمر طويل الأمد، الذي يبحث عن شركات نمو أو عوائد، ويحسن توقيت التمركز ويحتفظ بها لفترات طويلة.
وختاما، تسير الأسواق العالمية والأمريكية وأسواق المعادن والسلع في اتجاه هابط رئيس، ما أثر في السوق السعودية، وجعلها تشارك تلك الأسواق المسار نفسه هبوطا، حيث الأسواق غالبا تسير ككتلة واحدة، كما ذكرناه بالتفصيل في مقال الأسبوع الماضي. وبالتالي فعمليات الصعود التي تشهدها أسواق الأسهم عالميا ومحليا تعد من الناحية الفنية مناطق ارتداد داخل مسار هابط، ما لم يتم اختراق الترندات "الاتجاهات" الهابطة الرئيسة، وهي حاليا تتداول بشكل عام بعيدا عن المنطقة التي يمكن القول إنها قد تحررت من مساراتها الهابطة.
نقلا عن الاقتصادية
أحسنت الأهم للممتداول أن يفهم اللعبة ومتى يحدث الإنعكاس سواء في الإتجاهات الرئيسية التي تمتد من سنة الى سنوات او الفرعية من اسابيع الى أشهر وبحد أقصى سنة .. يحدث هذا عندما تخترق أعلى قمة لأدنى قاع بزخم عالي وكميات ومن ثم يعاود إختبار الإختراق ويبدأ بتكوين قمم وقيعان صاعدة مشكلا مسار صاعد جديد ... وعند الإنعكاس لتحت اي تحول المسار من صاعد إلى هابط يكسر قاع اعلا قمة تكونت ونفس الحكاية يرجع يختبرها ومن ثم يبدأ مسلسل المسار الهابط بكل هدوء ولا تخبرك اسواق الأسهم متى يحدث هذا الى اذا كنت من اصحاب التحليل الفني الحقيقي وليس من اصحاب الشخابيط والنماذج المضللة وماهو منتشر بين اغلب المتداولين للأسف ويعتمدون عليه بتجارتهم في سوق الأسهم ... شكر لك يا أخ بسام