لعقود من الزمن تجاهلنا الاحتفال باليوم الوطني، لم يكن هذا مفهوماً ودول العالم جميعها تحتفل بأيام قيامها وتوحيدها واستقلالها، اكتشفنا في السنوات الأخيرة أن الاحتفال باليوم الوطني لا يضر، بل يعزز الشعور الوطني، ويرسخ الارتباط بالهوية الوطنية، ويزرع في النفوس حبّاً مشتركاً يجمع بين أبناء المجتمع على اختلاف مشاربهم!
المسألة لا تقف عند المشاعر والوجدان، بل تتعداهما لتنعكس على المواطن والوطن في علاقتهما في مختلف نواحي الحياة.. في العمل المثمر والمشاركة في التنمية واحترام القوانين والمحافظة على مكتسبات الحاضر وبناء المستقبل!
أجمل ما في احتفالات اليوم الوطني بعد أن تجاوزنا العديد من علامات الفوضى في سنواتها الأولى أن هناك حالة فرح عامة يتشاركها جميع أفراد المجتمع، كما يتشاركون حب هذا الوطن وهويته، كما أن حالة الفرح امتدت لتشمل المقيمين العرب والأجانب على التراب السعودي، فوجدنا مشاركة واسعة من مختلف الجنسيات في الاحتفالات والمسيرات، وفي جميع المقاطع التي مرت علي لم أجد سوى تعبيرٍ صادقٍ عن المحبة والسعادة في هذه المناسبة الوطنية!
نعم كانت هناك بعض التجاوزات والمخالفات، لكن هاتوا لي احتفالاً واحداً في أي بلد من بلدان العالم لا تقع فيه التجاوزات والمخالفات، لكنها تبقى تجاوزات ومخالفات القلة التي لن تشوّه جمال الصورة، أو تسلب اللحظة بريقها!
هذا الوطن الساكن في قلوبنا هو مسكننا ومستودع تاريخنا وعنوان هويتنا ومستقبل إرثنا.. استوطنه الأجداد ورعاه الآباء وسيستكمل مسيرته الأبناء!
عاشت بلادي عزيزة..
نقلا عن عكاظ