تراجعت السوق السعودية منذ نهاية الأسبوع الماضي حتى بداية تداولاتها للأسبوع الحالي بأكثر من 700 نقطة، حيث هبطت من 12700 إلى ما دون مستوى 12 ألف نقطة، مقتربة من منطقة دعم مهمة عند 11900. هذه المنطقة كانت مقاومة تاريخية للسوق، وتراجعت السوق منها عدة مرات، إلا أن اختراقها لأعلى جعل منها دعما مهما من باب تبادل الأدوار، وما يسمى بإعادة الاختبار للتأكيد عليها كدعم، لذلك تعول عليها السوق كثيرا في أن تبقى صامدة ومتماسكة تحت الضغوط التي تمر بها الأسواق كافة.
فالظروف التي تمتلكها السوق من حيث النمو والتوسع والنشاط ومستويات السيولة حتى نتائج الشركات القيادية الإيجابية، تعد قوية ومطمئنة على المدى الطويل، وهي المعايير التي يهتم بها المستثمرون طويلو النفس. أما ما يتعلق بالمدى القصير ومن الناحية الفنية، فعدم استطاعة السوق تجاوز 12800 نقطة يعد إشارة إلى ضعفها، كما أن كسرها لمتوسط 50 يوما يعد أيضا إشارة سلبية قد تعني مزيدا من التراجع على المدى القريب، لكن ذلك يعتمد على قدرة السوق على المحافظة على منطقة الدعم عند 11900 نقطة، في وقت تقبع فيه الأسواق العالمية تحت ضغوط حادة.
الأسواق العالمية عادت لتنزف من جديد، ولم تكن أسواق السلع بعيدة عن هذا النزيف، فالنفط تراجع أيضا بأكثر من 12 في المائة خلال أسبوع واحد، فقد هبط خام "برنت" من مستوى 105 إلى 92 دولارا للبرميل بضغط من ارتفاع الدولار الذي تجاوز مؤشره DXY فوق 110، وهو المؤشر الذي يقيس أداء الدولار أمام ست من العملات الرئيسة بعد تصريحات ترجمتها الأسواق عموما على أنها سلبية من "الفيدرالي الأمريكي" في ملتقى جاكسون هول.
لا يزال النفط "برنت" يعيش ضغوطا بيعية من الناحية الفنية في محاولات للبقاء فوق مستوى 90 دولارا على الرغم من أن كل العوامل الأساسية تدعم ارتفاعه، سواء بسبب قرب فصل الشتاء وارتفاع الاستهلاك والطلب عليه أو حتى قرار "أوبك +" بتخفيض الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يوميا، لدعم الأسعار التي تدهورت أخيرا. كل هذه العوامل من شأنها أن تقفز بالنفط لمستويات فوق 110 دولارات، لكن يبدو أن هذه العوامل أسهمت في بقاء النفط فوق مستوى 90 دولارا حتى الآن، ما يفسر حجم الضغوط البيعية التي يتعرض لها الذهب الأسود، كما يسمى، وأي كسر لهذا المستوى سيتجه بالأسعار إلى منطقة الدعم الثانية عند 86 دولارا.
من جهة أخرى، فارتفاع الدولار أسهم في تراجع أسعار الذهب المعدن النفيس إلى ما دون 1700 دولار للأوقية رغم اقترابه من منطقة دعم مهمة عند مستويات 1670، وهي المستويات التي حافظ عليها وتداول أعلى منها لأكثر من عامين منذ أيار (مايو) 2020، وأي كسر لهذه المنطقة قد يتم ضغط الأسعار إلى مستويات 1600 دولار للأوقية، ما يعني خسارة كبيرة تفوق 6 في المائة. لكن مستوياته الحالية من الناحية الفنية تعد إحدى المناطق الشرائية على المدى الطويل، حيث تمثل دعما تاريخيا.
ختاما، في الفترات التي تمر بها الأسواق بحالة من عدم اليقين تحت ظل ضغوط متنوعة ينبغي الاهتمام والتركيز على مناطق الدعم، لأنها عندما تكسر من الصعب الجزم وتحديد قيعانها بدقة.
نقلا عن الاقتصادية