اخترق المؤشر العام للسوق السعودية منذ أسبوعين مستوى الـ 12 ألف نقطة التي تعد مقاومة نفسية وكذلك مقاومة فنية حيث إنها تمثل منطقة متوسط 50 يوما ولا تزال تتداول فوقها وتحافظ عليها كمنطقة دعم حاليا، ارتفعت معدلات السيولة وأحجام التداول تزامنا مع هذا الاختراق للمناطق المذكورة وأصبح متوسط معدل السيولة اليومية أعلى من ستة مليارات ريال ما يعني إيجابية الاختراق، جاء ذلك بدعم من أرباح الشركات القيادية بدءا من المصارف التي حققت أرباحا تراوح بين 10 و98 في المائة كان أقلها ربحا البنك الفرنسي وأعلاها خلال هذا الربع البنك الأهلي الذي اقترب من 100 في المائة من الأرباح خلال الربع الثاني فقط، كما حقق عملاق صناعة البتروكيماويات والشركة الأم للقطاع "سابك" أرباحا هي الأعلى ربعا منذ عام 2011، دعمت هذه الأرباح الإيجابية تحركات المؤشر العام والسوق ككل حيث كان معظم الشركات تغلق باللون الأخضر خلال الأسبوعين الماضيين، فيما تنتظر السوق إعلان أرباح عملاق النفط "أرامكو" ومن المتوقع أن تكون إيجابية كذلك مقارنة بالربع المماثل من العام الماضي استنادا إلى تحسن أسعار النفط التي من شأنها دعم المؤشر العام خلال الفترة المقبلة مع إتاحة فرصة للتهدئة بالشركات القيادية التي دعمته خلال الفترة الماضية.
حاليا يتحرك المؤشر العام للسوق السعودية بين منطقة مقاومة 12350 نقطة ومنطقة دعم 12 ألف نقطة تليها المنطقة الأهم 11950، النتائج الإيجابية التي أعلنتها الشركات أسهمت في تماسك السوق في حين كانت أسعار النفط تواصل الهبوط حيث وصل سعر برميل خام برنت لـ 93 دولارا، ولا يزال النفط بموجة تصحيحية لكن ذلك لم يمنعه من بعض الارتدادات المؤقتة بين حين وآخر.
عودا على الحديث عن النتائج الإيجابية لقطاع البتروكيماويات فهناك بعض التوقعات التي تشير إلى وجود بعض الضغوط على الأسعار وهوامش الربحية خلال النصف الثاني من العام الجاري منها تباطؤ النمو العالمي وسلاسل الإمداد والأزمات السياسية كالحرب الروسية - الأوكرانية كما صرح بذلك الرئيس التنفيذي لشركة سابك، وكذلك حالة الركود المتوقعة عالميا وذلك يسري على بقية القطاع عموما، لكن يبقى القطاع عموما قطاعا حيويا وسيكون تحت أعين المستثمرين الذين لن يتخلوا عن الفرص التي تلوح فيه عند أي تراجعات سعرية أو موجة من الأزمات التي قد تكون مؤقتة وإن تأخرت بعض الشيء، خاصة أن بعض الشركات في القطاع حاليا مكرراتها الربحية أقل من عشرة.
من جهة أخرى لا تزال الأسواق العالمية بموجة ارتدادية تصحيحية للمسار الهابط ورغم ما شهدته من ارتفاعات أخيرا إلا أن من المبكر الحكم بانتهاء موجتها الهابطة فسواء الداو جونز أو الإس آند بي 500 وحتى الناسداك كلها لا تزال تتداول تحت ترند "اتجاه" هابط لم تستطع التحرر منه حتى الآن رغم اختراقها متوسط 50 يوما وارتدادها بشكل سريع وكبير في الوقت نفسه حيث راوحت ارتفاعاتها بين 11 و21 في المائة منذ منتصف يوليو الماضي.
لذلك عموما يعد اختراق متوسط 50 يوما لأي سوق من الناحية الفنية إشارة إيجابية لكن ذلك يحتاج إلى التأكيد باختراق المسار الهابط وإلا سيبقى مجرد تصحيح للاتجاه سيزول مع الوقت والله أعلم بالصواب.
نقلا عن الاقتصادية
ان شاء الله السوق الى ١٤٨٠٠ بنهاية هذه الموجة الدافعة الخماسية