نظرة استراتيجية لعملية أستحواذ الشركة السعودية لخدمات السيارات والمعدات (ساسكو) على شركة شركة خدمات النفط المحدودة

08/08/2022 0
وليد عمر باحمدان

تم الاعلان عن عملية "جوهرية" بتاريخ 26 يناير 2022، تمثلت في صفقة شراء الشركة السعودية لخدمات السيارات والمعدات (ساسكو) على حصص تمثل 80% من رأس مال شركة خدمات النفط المحدودة بمبلغ 1.1 مليار ريال سعودي وهذا يعادل 58.8% من قيمة ساسكو السوقية (1.869 مليار ريال سعودي). إعلان الاستحواذ ذكر أنه سيتم التمويل بموارد ذاتية وأن أثرها سيكون إيجابي من الربع الثاني للعام 2022، وهي ضمن إطار توسع الشركة للاستحواذ على مواقع جديدة وزيادة حصتها السوقية وتعزيز انتشارها وشبكة محطاتها، كما أضاف الاعلان أن لدى شركة خدمات النفط المحدودة 233 موقع منتشرة في مختلف مواقع المملكة العربية السعودية وهذه تعادل المواقع لدى شركة ساسكو بنهاية 2020 (232 موقع عامل). تلا هذا الاعلان إعلان إلحاقي الأول بتاريخ 31 يناير وضح إجمالي وصافي أصول شركة خدمات النفط المحدودة كما بين المواقع المملوكة لها بالقيمة الدفترية والقيمة السوقية.

ثم بتاريخ 8 فبراير أعلنت ساسكو عن بيع 10 مواقع مملوكة بمبلغ 400 مليون ريال وإعادة استئجارها بعقد ملزم لمدة 10 سنوات مع تسجيل أرباح رأسمالية بمبلغ 218 مليون ريال. خلال هذه الفترة كان تفاعل السهم إيجابي مع الخبر، وقد ارتفع السهم منذ الاعلان عن الصفقة بما يزيد عن 35%، وأصبحت القيمة السوقية لشركة ساسكو يعادل 2.52 مليار ريال. 

مجمل التحليلات ركزت على تقدير الربحية على مستوى المحطة بناء على المعلومات التاريخية لشركتي الدريس وساسكو ومن ثم تقدير الأثر المالي للصفقة في المقال سننظر للأثر الاستراتيجي لهذه الصفقة على شركة ساسكو في ضوء عملية استحواذ سابقة قامت بها شركة ساسكو بالاستحواذ على كامل الحصص في شركة زيتي للخدمات البترولية بنسبة عام 2015 وكيف تعاملت شركة ساسكو مع ذلك الاستحواذ مما يساعد على فهم أدق لأثر الصفقة على شركة ساسكو وعلى ديناميكيات القطاع.

قامت ساسكو بإتمام عملية الإستحواذ على شركة زيتي في أبريل 2015، فقد أضافت الصفقة 54 موقع لتصبح المواقع لدى شركة ساسكو 205 وهذا يكافئ (35.7%) من عدد المحطات ساسكو قبل الاستحواذ، علماً أن جميع المواقع مستأجرة وتتركز أعمال زيتي بنسبة 87% في المنطقة الوسطى، كما تم دمج نشاط النقل التابع لشركة زيتي للخدمات البترولية إلى شركة أسطول النقل ليكون تحت إدارة واحدة تعنى بشئون النقل، ليصبح حجم الأسطول في نهاية عام 2015م إلى (88) ناقلة و(91) مقطورة من عدد (64) ناقلة و(68) مقطورة لدى شركة ساسكو في عام 2014 وهذه الزيادة تعادل 34.5% من حجم اسطول ساسكو قبل الصفقة، كما أن الملاحظ في التقارير السنوية اللاحقة أن الدمج تم على عدة مستويات تشغيليه وإدارية ففي التقارير السنوية نجد أن المدير المالي لشركة ساسكو انتقل من عمله كمدير مالي لشركة زيتي، مع استمرار مدير قطاع العمليات لشركة ساسكو استمر في عمله ليغطي جميع المحطات، وأما الرئيس التنفيذي لشركة زيتي للخدمات البترولية فقد أصبح مساعداً للرئيس التنفيذي كما في التقارير السنوية اللاحقة لشركة ساسكو حتى التقرير السنوي لعام 2020م والذي لم يذكر فيه من ضمن أعضاء الإدارة التنفيذية، وأما أسطول النقل فقد تم دمجه مباشرة بعد عملية الاستحواذ.

إن الأثر المباشر للاستحواذ على 80% من الحصص بشركة خدمات النفط المحدودة يمكن احتسابه من خلال الربحية على مستوى المحطة، وبناء على استخدام الدريس كمؤشر على ربح المحطة فإن ربحية المحطة 240 ألف ريال وهذا يعني أن ربحية شركة ساسكو من الصفقة بحدود 74 هللة للسهم (44 مليون تقريبا)، علماً أن هذه الطريقة لم تأخذ في عين الاعتبار زيادة تكلفة الاقراض او الاحتياج لتأهيل المحطات (انفاقات رأسمالية)، ومن خلال الربع الثاني والذي ستظهر نتائجه قريباً يمكن ملاحظة الأثر المباشر.

من الأهمية عند احتساب الأثر التركيز على المصاريف التي يمكن خفضها من خلال دمج بعض القطاعات كما حدث مع قطاعي النقل والعمليات في الاستحواذ على زيتي، وكذلك من خلال دمج الوظائف والمهام مع الاستفادة من الخبرات والطاقات البشرية في كلا الشركتين كما تم في الإدارة المالية، بالإضافة لما سبق إن عملية الاستحواذ تجعل شركة ساسكو في وضع تفاوضي قوي مع الموردين فعلى سبيل المثال يمكن الحصول على اسعار أفضل بالاعتماد على حجم العمليات بعد الاندماج للتموينات وتحديث وصيانة أسطول النقل، كما يمكن ملاحظة جودة محطات شركة نفط مما يقلل من الانفقات الرأسمالية لتأهيل المحطات ويجعلها ضمن محطات التعرفة الخاصة بالمحطات الحاصلة على شهادة الـتأهيل، من الأهمية أن نذكر أن الاستحواذ لم يتم على كامل حصص شركة خدمات النفط المحدودة لذا فيمكن لشركة ساسكو إبرام اتفاقية إدارة بين الشركتين أو صيغة أخرى تمكن الشريك الرئيسي ساسكو من الاستفادة القصوى من عملية الاستحواذ، كما أنه من المهم الإشارة إلى أن البيع وإعادة التأجير يجعل تكلفة الاستحواذ ثابته لأن تكلفة الايجارات معلومة وثابته وليست متغيرة كالفائدة البنكية على القروض.

 
 

خاص_الفابيتا