هيئتا تطوير الأحساء والطائف

10/05/2022 0
فضل بن سعد البوعينين

ركَّزت القيادة منذ إطلاق رؤية 2030 على تحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها، وفق رؤية تنموية تعتمد الإستراتيجيات بعيدة المدى قاعدة لها، وتعتبر هيئات التطوير من أهم ممكنات التنمية، ومن أدوات النجاح المحققة للأهداف الإستراتيجية، حيث تُعنى بالتخطيط والتطوير الشامل في المجالات العمرانية، السكانية، الاقتصادية، التنموية، الاجتماعية، النقل، البيئية، الثقافية، والبنية الأساسية، والبنية التحتية الرقمية وتوفير الاحتياجات من الخدمات والمرافق العامة، التوسع في إنشاء هيئات التطوير على مستوى المناطق والمحافظات، ومن بينها هيئتا تطوير الأحساء والطائف، يُهدف من خلاله تسريع عمليات التنمية.

وتركيز الجهود على مناطق إدارية محددة لتحقيق الكفاءة، والجودة، وسرعة الإنجاز، والاستثمار الأمثل للمقومات، إضافة إلى دعم النمو الاقتصادي، والارتقاء بجودة الحياة، ومستوى المعيشة، وجذب الاستثمارات النوعية المتوافقة مع المقومات المتاحة وتعظيم الاستفادة من المزايا النسبية والتنافسية، ويؤكد القرار الملكي الكريم الصادر بشأن إنشاء هيئتي تطوير الأحساء والطائف؛ اهتمام القيادة بتحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها، ورفع مستوى البنى التحتية والخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين والسائحين. حيث تتمتع المحافظتين بمقومات الجذب السياحي، والتنوع البيئي والمناخي، إضافة إلى أهمية الأحساء للثقافة والسياحة الدوليتين لكونها ضمن قائمة اليونيسكو العالمية.

ومن جهة أخرى فيمكن للأحساء والطائف أن تسهما بشكل فاعل في تدفق الاستثمارات المحلية والأجنبية متى استكمل فيهما التنظيم والتطوير والبنى التحتية، وتم تحديد المواقع السياحية وطرحها للاستثمار من خلال هيئة تطوير كل محافظة، فالأحساء من أكبر وأهم محافظات المنطقة الشرقية، وتتميز بموقعها الإستراتيجي، حيث تعد البوابة الشرقية للمملكة مع ثلاث دول خليجية وهي قطر والإمارات وعمان، وهو أمر غاية في الأهمية من النواحي الإستراتيجية الشاملة وبخاصة الاقتصادية، التنموية، والأمنية. كما أنها تتمتع بالكثافة السكانية التي تشكِّل رافداً مهماً للتنمية الاقتصادية، ومحفزاً للمستثمرين الذين يركّزون على عدد السكان وحجم الطلب، إضافة إلى البعد الثقافي ومقومات الأحساء التاريخية أحد أهم عوامل الجذب السياحي.

أما محافظة الطائف فتتميز بكونها البوابة الشرقية لمنطقة مكة المكرمة، وتحتضن ميقاتي قرن المنازل ووادي محرم، وتتمتع بمقومات سياحية وبيئية ومناخية وثقافية ومواقع تراثية وتاريخية. فهي أقدم وأشهر مصائف المملكة، ومصيف القيادة والحكومة لعقود مضت، سيسهم إنشاء هيئتي تطوير الأحساء والطائف في تعزيز التنمية في المحافظتين، وتحقيق أهداف رؤية 2030 ذات البعد التنموي والسياحي والاستثماري، وتوحيد الجهود، وسرعة إنجاز الخطط التنموية وتطوير القطاع السياحي وتنميته، وتعزيز الاستثمارات المحلية والأجنبية لتكون رافداً من روافد الاقتصاد السعودي، وتعزيز مكانة المملكة على خارطة السياحة العالمية.

ملف صناعة التنمية الشاملة من أهم الملفات التي يركز عليها خادم الحرمين الشريفين، متعه الله بالصحة والعافية، ويقودها بكفاءة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عرَّاب الرؤية، وصانع الإنجازات التنموية، الذي أوصى بإنشاء هيئتي الأحساء والطائف لتنضما إلى منظومة هيئات التطوير التي يعوّل عليها تحقيق التنمية الشاملة واستثمار مقومات كل محافظة وفق ميزتها التنافسية.

 

نقلا عن الجزيرة