العقوبات الغربية على روسيا والتي طالت ارتباط المجتمع الروسي بالشبكات المصرفية والإلكترونية وشركات البطاقات الائتمانية وتقييد استخدامات برامج التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت، ألقت الضوء من جديد على مدى قوة تأثير هذه الوسائط على سياسات واقتصاديات الدول وحياة الشعوب !
الحديث حول هذا النفوذ المتعاظم لشركات الفضاء الافتراضي بلغ ذروته خلال فترة الانتخابات الأمريكية، التي شهدت تأثيرا كبيرا في التحكم بفتح وإغلاق مسارات المعلومات، بل ووصل الأمر بإغلاق حسابات تواصل رئيس أكبر دولة في العالم، وجعله يعيش عزلة عن الوصول للرأي العام، لكن الحرب في أوكرانيا أظهرت قدرة الحكومات الغربية على توجيه هذه الوسائط وتوظيفها في عزل ومحاصرة وإيذاء خصومها !والمتوقع أن بعض حكومات الدول اليوم تراجع علاقاتها بهذه الوسائط، وكيفية حماية مصالحها من التعرض لمثل ما تعرضت له روسيا في حالة توظيفها عند أي صراع ينشأ مستقبلا مع الغرب !
وقد بدأت فعلا الصين وروسيا في إطلاق وسائط وقنوات بديلة للتعاملات المصرفية ووسائل التواصل ومسارات تدفق المعلومات ومنصات التواصل الاجتماعي، وهذا لا يعني أنها ستعالج مسائل الاستقلالية الشخصية وحرية التعبير، لكنها ستصنع لها الوعاء البديل الذي تملك التحكم به !
والأكيد أن دولا عديدة ستجعل خياراتها أكثر توسعا لحماية مصالحها، ونحن لن نكون بعيدين عن مثل هذا التحوط، خاصة وأننا نعيش في الشرق الأوسط، حيث تتقاطع فيه مصالح الدول الكبرى وتشهد ساحته صراعاتها!باختصار.. الحروب الافتراضية باتت فرضا واقعا يفرض الاستعداد لها !
نقلا عن عكاظ
لدينا عقليات أثبتت كفائتها في الازمات الماضية ونأمل انها تعمل ليل نهار هذه الايام لايجاد البدائل للتعامل مع هذه التصرفات اللامسئولة من الانظمة الغربية والتي تعتمد على النظام الذي ارساه بوش الابن (من لم يكن معنا فهو ضدنا)