في المؤتمر الصحفي عن إعلان إستراتيجية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، بمشاركة وزراء التعليم والموارد البشرية والاتصالات والصناعة أول أمس، حضرت العناوين وغابت بعض التفاصيل !
ويفترض بالمؤتمرات الصحفية أن تغوص في التفاصيل لتوضح العناوين، لكن الوزراء غلب عليهم الحديث عن الطموحات والأمنيات والتوقعات دون الخوض في تفاصيل الإستراتيجية والتنظيمات، وتحديد الفارق الذي سيحدثه البرنامج الجديد، فهناك ملامح تشابه كبيرة بين البرنامج المعلن وبرنامج الابتعاث المميز، فذاك استهدف ١٠٠ جامعة مرموقة في العالم، وهذا استهدف ٣٠ جامعة، وفق ما أعلنه وزير التعليم، فهل الاختلاف في العدد أم في التخصصات ؟
وزير الموارد قال إن الفرصة ستتاح لجميع التخصصات ما دامت في الجامعات العالمية المميزة المستهدفة، لكن وزير الاتصالات عاد وسمى تخصصات محددة مستهدفة، مما أربكني كمتلق، فكيف بالطلاب ؟!
فالمؤتمرات الصحفية تجيب عن الأسئلة وتغذي بالمعلومات وتضع النقاط على الحروف، وكنت أرجو أن يكون المؤتمر أكثر دقة بالمعلومات التفصيلية وأكثر عناية بالتحضير، حتى لا يقع البرنامج والوزارات المعنية بتنفيذه تحت ضغوط الأسئلة والاستفسارات التي لم يجب عنها المؤتمر الصحفي !
البرنامج بحد ذاته فرصة عظيمة للمتميزين من طلابنا لاكتساب المعرفة في أفضل الجامعات، وهو امتداد لبرنامج الابتعاث الذي أسس القاعدة الصلبة التي ارتكزت عليها رؤية ٢٠٣٠، لكن سؤالا طرحه علي الزميل طلعت حافظ، الذي جاورني خلال المؤتمر، لم يجد فرصته للطرح أو الإجابة: ما هي الضمانات بأن يعود هؤلاء الطلاب وألا تغريهم فرص العمل في الخارج ؟!
وزير الموارد البشرية ألمح إلى أن عمل بعض الخريجين في الخارج لسنة أو سنتين سيمنحهم خبرة إضافية قبل عودتهم، لكن السؤال ماذا لو استمروا البقاء عقودا وليس سنة أو سنتين، كيف سيقطف الوطن ثمار استثماره ؟!
لذا مهم جدا أن تكون بيئة العمل هنا جاذبة لهذه الكفاءات عند تأهيلها، وسوق يعمل على استقطاب الكفاءات الأجنبية لا شك سيجد أن أبناءه أولى بالاستقطاب !
باختصار.. بعيدا عن المؤتمر الصحفي وملاحظاته.. برنامج عظيم وأهداف عظيمة.. وقطاف مبكر بإذن الله !
نقلا عن عكاظ