قال الامام علي عليه السلام (حسن التدبير ينمي قليل المال وسوء التدبير يفني كثيره) اهمية هذا القول اره شاخصا بوضوح في إدارة المحافظ، فحسن تدبير إدارة المحفظة الاستثمارية ينمي الأموال، وليس من العسير ان نرى مستثمرين خسره أموالهم نتيجة سوء ادارتهم للأموال. هناك ابعاد كثيرة لإدارة المحافظ الاستثمارية يتعين الالمام بها واتقانها، ومما يثر استغرابي تركيز بعض المستثمرين على اختيار الأصل المالي سوء كان سهما او سندا واغفال الابعاد الأخرى، تشير الدراسات عن اهم العوامل في رفع كفاءة أداء المحافظ الاستثمارية هي توزيع الأصول، ويفسر قرار توزيع الأصول أكثر من 75% من أداء المحفظة. و يتم توزيع الأصول وفقا لمعاير نوعية الأصول مثل الأسهم والسندات والنقد، المعضلة ان كل نوع من الأصول مثل السندات له مروحة واسعة من العوائد والمخاطر تتشابه في بعضها مع أصول أخرى فعلى سبيل المثال خصائص السندات ذات العوائد المرتفعة High Yield تتشابه مع خصائص الأسهم، الجدول التالي المنشور في موقع Novel investors والذي يعكس متوسط واعلى وادنى عائد لعوائد أصول مختلفة لمدة 15 سنة تبدا من 2006-2020 م ويوضح الجدول ان متوسط عائد السندات ذات العوائد المرتفعة اعلى من متوسط العائد للاسهم العالمية للأسواق المتطورة, كما ان اعلى عائد لها تجاوز احسن العوائد للاسهم الكبيرة والصغيرة كما ان اسوء عوائدها اقل من عوائد الأسهم .
الجدول رقم (1)
وهذا يتعارض مع تصنيف الأصول وفقا لخصائصها من ناحية العائد والمخاطر والتي نعتقد انها أهم من تصنيفها من ناحية خصائصها القانونية.
في هذا المقال نحاول تقديم إطار أخرى لتوزيع الأصول وفقا للهدف الاستثماري. هناك ثلاث اهداف رئيسية للمستثمرين سوى كانوا افرادا او شركات او مؤسسات وقفية. تتلخص هذ الأهداف الثلاثة فيما يلي
· • هدف النمو: - ويركز المستثمر على نمو راس المال ويعطي أهمية اقل للدخل المتولد من هذه الأصول ويقبل بمستوى عالي من التذبذبات في قيمة الأصول في سبيل تحقيق عائد مرتفع في الأمد الطويل ويتطلب من المستثمر ان يكون واعيا لأهمية الوقت وعدم حاجته للسيولة. ويمكن استخدام مزيج من الأصول لتحقيق هذا الهدف مثل الأسهم بمختلف تصنيفاتها وصناديق الملكية الخاصة والقروض الخاصة وكذلك السندات ذات العوائد المرتفعة والتصنيفات الائتمانية المنخفضة. ويمكن مزيج الأصول بطريقة تحقيق المستهدفات من ناحية المخاطر والعائد.
· • هدف الدخل: - ويركز المستثمر على تحقيق دخل منتظم ويمكن التنبؤ به على درجة مرتفعة من اليقين كما ان قيمة الأصل لا تتعرض لتذبذبات كبيرة. ومن الأصول الذي يمكن استخدامها لتحقيق هذا الهدف السندات الحكومية ذات التصنيف الائتماني المرتفع مثل AAA او AA وكذلك العقارات التي تتدر دخلا منتظم ولها عقود طويله مع مستأجرين لهم قوة ائتمانية ويمكن إضافة الأسهم الممتازة في هذا الخليط.
· • هدف الحماية: - ويهدف المستثمر الى حماية قيمة الأصول من بعض المخاطر مثل التضخم والكساد والمخاطر العشوائية مثل الكوارث والحروب والنزاعات السياسة ويمكن إدراج بعض الأصول التي تحقق مثل هذا الهدف مثل الذهب وصناديق التحوط والسندات المرتبطة بالتضخم TIP.
ان هذا الاطار يساعد المستثمر أن يصمم محفظة الاستثمارية وفقا لأهدافه الاستثمارية ويمكن من خلال دراسة علاقة الارتباط بين الأصول التي تحقق غرض محدد مثل النمو ان يتحكم في درجة المخاطر فمثلا يمكن للمستثمر تخصيص 55% من أصول المحفظة في خليط من الأصول التي اشرنا اليها. ازعم ان هذا الإطار والتي يعتمد تصنيف الأصول حسب خصائصها من ناحية العائد والمخاطر تعطي نتائج أفضل وتحقق كفاءة اعلى في إدارة المحفظة وهذا ما أحاول ان اعتمد علي في عملي كمستشار لإدارة المحافظ الاستثمارية.
خاص_الفابيتا
توزيع الأصول و التنويع من الأسس المهمة لتقليل المخاطر و عادة يكون تنويعنا لشركات متعددة من قطاعات مختلفة فقط لكن هنا الكاتب ذكر تنويع أخر جميل و مهم و هو التنويع وفق الهدف الأستثماري أو بطريقة بسيطة لنا و هو الجمع بين شركات النمو و شركات التوزيعات و الشركات الدفاعية و إن كان هذا ليس تماما ما يعنيه الكاتب.
اعتقد ان الكاتب يريد لفت الانتباه إلى ان سندات الخردة او ذات التصنيف الاقل من استثماري ....عائدها يناهز عائد الاسهم مع انها في مستوى مخاطر اقل من الاسهم .........مع ان المقال ممتاز وفيه معلومات قيمة ، إلا اننا لم استطع الوصول إلى استنتاج الرسالة التي يريد الكاتب ان يوصلها ..... نقطة اخرى استرعى انتباهي ان الجدول الذي ارفقه المؤلف يقول بان عوائد الاسهم الصغيرة small cap اقل من عوائد الاسهم الكبيرة .....وهذا ربما يكون غريب .....عموما ارجو ان تزداد مشاركات الكاتب من هذه المقالات المتميزة والتي تثري حصيلة المتلقي ...ختاما نشكر الكاتب على المقال الجميل ...وندعوه إلى زيادة مشاركاته ......تحياتي