أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في 27 آذار (مارس) 2021 مبادرة السعودية الخضراء التي تهدف لرفع حجم الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية.
وفي 23 تشرين الأول (أكتوبر) من العام نفسه دعت المملكة العالم إلى المشاركة في المنتدى السنوي لمبادرة السعودية الخضراء في الرياض. المملكة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، تحلق منفردة في مجال تحقيق الاستدامة وحماية الحياة على كوكب الأرض من التدهور البيئي الحاصل بسبب ممارسات غير مسؤولة من البشر.
أصبحت البيئة Environment وتحقيق الاستدامة البيئية Environmental sustainability من بين أهم الموضوعات التي تشغل قادة العالم والباحثين، حيث يرتبط مفهوم الاستدامة بمعنى استمرارية الحياة، ويؤثر في التنمية، وقد عرفت مفوضية الأمم المتحدة للبيئة والتنمية عام 1987 التنمية المستدامة، بأنها: "التنمية التي تفي باحتياجات الوقت الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة".
كما جاءت ضمن أهداف الاستدامة الـ 17 المعرفة في ميثاق الأمم المتحدة لتشمل فيما يتعلق بالبيئة: توفير المياه النظيفة والنظافة الصحية، وتوفير الطاقة النظيفة وبأسعار معقولة، وتوفير المدن والمجتمعات المحلية المستدامة، والإنتاج والاستهلاك بمسؤولية، والمحافظة على المناخ، والحياة تحت الماء، والحياة في البراري.
وهذا جعل تركيز كل القطاعات على مواءمة أهداف التنمية المستدامة وقياسها بشفافية من بين أهم مشاريع التطوير.
ولذلك تضمنت المبادرة العالمية للتقارير GRI تقريرا مختصا بمسمى تقرير الاستدامة وركز أيضا في جوانبه البيئية على قياس أداء الأعمال التجارية في موضوعات المواد الأساسية، والطاقة، والمياه، والتنوع البيولوجي، والانبعاثات، والنفايات السائلة والصلبة، والمنتجات والخدمات، والتقييم البيئي للمورد، وآليات الشكاوى البيئية.
أما في الإطار المحلي، فقد تبنت المملكة عديدا من المشاريع والمبادرات بهدف المساهمة في الإصلاح البيئي المحلي والإقليمي والعالمي لتحقيق الإستدامة البيئية.
كما وظفت مستهدفات رؤية المملكة 2030 لتصب في خدمة أهداف الاستدامة، وقد صدر الأمر الملكي الكريم بإنشاء "مجلس المحميات الملكية" برئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، للمحافظة على البيئة الطبيعية والنباتية والحياة الفطرية وتكاثرها وإنمائها، وتنشيط السياحة البيئية، والحد من الصيد والرعي الجائر، ومنع الاحتطاب، والحفاظ على الغطاء النباتي وزيادته، وتنظيم الحركة داخل المحميات بما لا يضر القرى والهجر وأملاك المواطنين داخل نطاق هذه المحميات («الاقتصادية» 2 / 6 / 2018).
وأعلن ولي العهد رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء من خلال النسخة الأولى للمنتدى السنوي لمبادرة السعودية الخضراء في الرياض، إطلاق المبادرات البيئية الجديدة للمملكة، ومتابعة أثر المبادرات التي أعلنها سابقا، بما يحقق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء.
وتضمنت حزمة المبادرات مجالات من ضمنها مجال الطاقة بهدف تخفيض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنويا بحلول عام 2030، ويمثل تخفيضا طوعيا بأكثر من ضعف مستهدفات المملكة المعلنة فيما يخص تخفيض الانبعاثات.
إضافة إلى بدء المرحلة الأولى من مبادرات التشجير بزراعة أكثر من 450 مليون شجرة، وإعادة تأهيل ثمانية ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة، وتخصيص أراض محمية جديدة، ليصبح إجمالي المناطق المحمية في المملكة أكثر من 20 في المائة من إجمالي مساحتها.
كما أعلن تحويل مدينة الرياض إلى واحدة من أكثر المدن العالمية استدامة. وتضمنت حزمة المبادرات رغبة القيادة الرشيدة في الانضمام إلى الاتحاد العالمي للمحيطات، وإلى تحالف القضاء على النفايات البلاستيكية في المحيطات والشواطئ، وإلى اتفاقية الرياضة لأجل العمل المناخي، إضافة إلى تأسيس مركز عالمي للاستدامة السياحية، وتأسيس مؤسسة غير ربحية لاستكشاف البحار والمحيطات. وفي مجال الطاقة، أعلن ولي العهد استهداف المملكة الوصول إلى الحياد الصفري عام 2060 من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون، بما يتوافق مع خطط المملكة التنموية، وتمكين تنوعها الاقتصادي، والاستفادة من نضج وتوافر التقنيات اللازمة لإدارة وتخفيض الانبعاثات الذي يحفظ للمملكة دورها الريادي في تعزيز أمن واستقرار أسواق الطاقة العالمية.
هذه المبادرات تمثل استثمارات بقيمة تزيد على 700 مليار ريال، ما يسهم في تنمية الاقتصاد الأخضر، وإيجاد فرص عمل نوعية، وتوفير فرص استثمارية ضخمة للقطاع الخاص، وفق رؤية المملكة 2030.
نقلا عن الاقتصادية
طرح مميز , وبإذن الله الوطن إلى الأمام دائماً . شكرا لك دكتور .