اختبار لقمة 2008 بمعطيات مختلفة

28/10/2021 0
بسام العبيد

تحدثنا الأسبوع الماضي عن قمة 11962 نقطة، وأنها منطقة دعم قوية، وكيف شهدت السوق حينها هبوطا حادا في الأسعار إبان أزمة الرهن العقاري التي عصفت بالأسواق عام 2008، وذكرنا أن المعطيات الحالية للسوق مختلفة؛ بل أكثر قوة ومتانة من هذه القمة التي تشكل مقاومة حاليا؛ ما يجعل اختراقها - بإذن الله - مسألة وقت حتى لو شهدت السوق بعض التراجعات عندها.

بالفعل استطاعت السوق مع افتتاح الأسبوع الحالي الوصول إلى هذه المنطقة بفارق 15 نقطة تقريبا، حيث تراجعت بعض الشيء بعد ملامستها 11954 نقطة الى 11783، وهذا التراجع لم يكن بطبيعة الحال التراجع الذي تحدثنا عنه، لكن تماسك السوق وتراجع السيولة أثناء ذلك يعكسان قوة الزخم وتمسك أصحاب المراكز بشركاتهم، كل ذلك مدعوم بتحسن نتائج الشركات وإيجابيتها في القطاعات القيادية التي أعلنت حتى الآن؛ فضلا عن ارتفاع أسعار النفط التي تجاوزت حاجز الـ 85 دولارا للبرميل، وغير ذلك مما تطرقنا إليه في المقال السابق.

من جهة الإعلانات، جاء إعلان مصرفي الراجحي والأهلي أرباح التسعة أشهر الأولى، وكذلك الربع الثالث للعام الحالي، مقارنة بالربع المماثل للعام السابق، إيجابيين الى حد كبير، وهما من الشركات التي لها ثقل في تحركات المؤشر العام للسوق.

كما جاءت إعلانات الشركات في قطاع البتروكيميكل إيجابية أيضا؛ كشركات: كيان والمتقدمة وسبكيم وكيمانول وتكوين، وهذه النتائج تعطي دلالة على إيجابية إعلان سابك المنتظر؛ لا سيما وهي الشركة الأم للقطاع، ولها تأثيرها الكبير في السوق من حيث الوزن والقيمة السوقية كذلك. كما جاءت نتائج قطاع الاتصالات لشركتي إس تي سي وموبايلي إيجابية كذلك، ومن المنتظر إعلان عملاق قطاع الطاقة أرامكو، التي ستكون نتائجها إيجابية الى حد كبير مع التحسن في الأسعار الذي شهدته السوق النفطية، حيث يعد تأثيرها كبيرا في تحركات المؤشر العام.

الخلاصة: إن أغلب نتائج القطاعات والشركات المؤثرة في السوق جاءت إيجابية والمتبقي منها لن يقل إيجابية عما سبقه - بإذن الله تعالى -، لذلك السوق اليوم مختلفة عما كانت عليه قبل 15 عاما، وتأثرها بالعوامل والاقتصاد المحلي أكثر ارتباطا عما كانت عليه. من جهة أخرى، لا تزال نسب الفائدة عالميا ومحليا متدنية، وهو ما يعزز الإقبال على أسواق الأسهم عموما؛ فضلا عن ضعف مؤشر الدولار الذي لايزال تحت مستوى الـ 95 نقطة.

حتى لا يظن البعض أن الحديث عن كل هذه المعطيات الإيجابية والمتنوعة يعني بالضرورة منع حدوث أي عمليات تصحيح أو جني أرباح مستقبلا، فطبيعة الأسواق متغيرة ولم توجد سوق منذ أن نشأت الأسواق استمرت صاعدة أو هابطة بشكل دائم، لكن القصد أن أي تراجعات للسوق ستكون طبيعية في أي وقت كان ذلك، ونستبعد شبح الانهيار الذي لا يزال البعض - مع الأسف - يدندن حوله؛ مستشهدا بما حدث من انهيارات سابقة رغم اختلاف الظروف والمعطيات إلى حد بعيد.

ختاما، المملكة تشهد نهضة اقتصادية وقفزة غير مسبوقة في كل المجالات؛ لن يكون آخرها ما تحتضنه العاصمة الرياض حاليا، وتقوم به من مبادرات عالمية برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، إلا شاهدا على ذلك، وسوق الأسهم لن تكون بمنأى عن هذه النهضة، فمن المعلوم أن الأسواق مرآة الاقتصاد؛ بل تسبقها في كثير من الأحيان.

 

 

نقلا عن الاقتصادية