امتدادا لمقالنا السابق الأسبوع الماضي، في الحديث عن المضاربين وبعض أدواتهم واستراتيجياتهم داخل أسواق الأسهم والطرق التي يستخدمونها، سنكمل الحديث عن بعض الطرق الأخرى.
يعلم كثير من المضاربين أن هناك عددا كبيرا من الشركات والقطاعات التي تصعب عليهم متابعتها جميعا وفي وقت واحد، لذلك يقوم بعضهم بتبني مجموعة من الشركات والتركيز عليها ومتابعة تحركاتها وإعلاناتها، وذلك باختيار شركة أو شركتين من كل قطاع، جنبا إلى جنب، مع متابعة السوق ومؤشرات القطاع لكل شركة منها، وبالتالي تكون محفظته متنوعة، ففي حال كان أحد القطاعات التي يتملك بها راكدة يجد قطاعات أخرى يتملك بها صاعدة ومتحركة فتتحرك محفظته بشكل يومي، كما يركز المضاربون على استغلال الأخبار، وذلك من خلال الأحداث التي تمر بالعالم، فعلى سبيل المثال، لو حدثت هناك أعاصير ببعض المناطق النفطية تؤثر سلبا في إنتاج النفط، فهم يتوقعون ارتفاعا في أسعار النفط وبالتالي استفادة القطاعات المرتبطة به، فهم يتتبعون موجات تحرك القطاعات تبعا للأخبار والأحداث.
ويحرص بعض المضاربين على التركيز في اختيار الشركات وفقا لحجم محافظهم، فأصحاب المحافظ الصغيرة التي يمكنهم التملك والتخارج بسهولة تجدهم يختارون الشركات ذات التذبذب العالي والقيمة السوقية المنخفضة، على عكس المضاربين أصحاب المحافظ الكبيرة؛ كمديري الصناديق ومن في حكمهم، فهم يحتاجون إلى المضاربة بالشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة والتذبذب المنخفض؛ ما يقلل عليهم نسبة المخاطرة ويسهل لهم عملية الدخول والتسييل.
من جهة أخرى، يهتم المضاربون بتحديد مناطق المقاومة، وهي الأسعار التي تراجع منها سهم ما في السابق (العرض أكثر من الطلب)، باعتبار أن التاريخ سيعيد نفسه وستتراجع منها الأسعار مرة أخرى، ما يسمى بالتخارج عند القمم - المقاومة - وانتظار اختراق المقاومة للدخول مجددا أو الدخول عند القيعان - الدعم - مناطق سبق أن ارتد منها السهم لأعلى (الطلب أكثر من العرض) مستخدمين أوامر وقف الخسارة بحال كسرها لأسفل.
كما يستخدم بعض المضاربين المؤشرات الفنية لتتبع السيولة كمؤشر MFI - وهو مؤشر يقيس نسبة دخول السيولة لشركة ما حيث يتذبذب هذا المؤشر بين قيمتين هما 20 و80، فكلما كان أسفل من قيمة 20 أو قريبا منها، فهذا السهم في الأغلب ينتظر دخول سيولة ليعود للارتفاع مجددا، فينتظرون انعكاس قيمة المؤشر لأعلى للدخول، والعكس تماما، كلما كانت قيمة المؤشر أعلى من 80 كان ذلك مؤشرا لتضخم السيولة بالسهم وستجني أرباحها قريبا فيستعدون للتخارج منه.
بينما يعتمد بعضهم على استراتيجية المتوسطات الفنية إما باستخدام إحداها كمتوسط 50 يوما أو بدمج متوسطين معا والاعتماد على التقاطعات بينهما دخولا وخروجا كمتوسط 10 مع 50 أو 10 مع 35 وغيرها من الأرقام المستخدمة.
والحقيقة، فالاستراتيجيات كثيرة ومتنوعة، وليس المهم اختيار الاستراتيجية بقدر ما يكون الأهم هو الالتزام بها بعيدا عن العاطفة طالما كانت معروفة ومجربة، كما يضاف إلى ذلك القناعة التي تختلف من شخص لآخر، فالبعض يعد سوق الأسهم مصدرا للدخل، بينما الآخر يراه مصنعا للثروة، والحقيقة أن لكل منهما ما يؤيده من الأمثلة إلا أن لكل منهما عناصر للنجاح ومعايير للالتزام للوصول إلى الهدف، لذلك حدد هويتك.. هل أنت مضارب أم لا؟
نقلا عن الاقتصادية