تحمل ذكرى اليوم الوطني معنًى ساميًا، يجب أن يأخذ حقه لترسيخ مسيرة نجاح هذا الوطن التي بدأها جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وسار على خطاه أبنائه، وشعبه ليكون هذا الوطن شامخًا قويًا بناًء. ثقافة الاحتفال باليوم الوطني يجب أن ترسخ هذه الذكرى، وتساهم في تحفيز الأجيال نحو استكمال مسيرة الوطن للوصول إلى القمة والبقاء فيها.
قطاعات المجتمع المختلفة من الواجب أن تشارك وتساهم بما يعزز هذه الذكرى ويخلدها. وهنا أود التركيز على قطاع الأعمال التجاري، والذي يستغل هذه الفرصة بإعلانات للتخفيضات رغم ما يشوبها من شكوك حول مدى صحتها. أو البحث عن الإثارة من خلال إعلانات وترويج لعلامات تجارية بعروض تعجيزية أو غير متناسقة مع الأنظمة والتشريعات. وإن كانت الأجهزة الرسمية المختلفة لهم متنبهًة، ووزارة التجارة صارمة في ذلك، إلا أن وضع مثل هذه الإعلانات الترويجية، لا يخدم هذه المناسبة الوطنية التي تستحق كل دعم.
سياسات الترويج السلبي من خلال إعلانات تهكمية أو تعجيزية أو استنقاص من بعض الفئات من المجتمع - وإن وجدت – الهدف منها تحقيق الانتشار، والتداول على مستوى كبير. ولكن آثارها السلبية والتندرية على الوطن والمواطنين لا يجب أن تمر مرور الغافلين. وهذا يعني أن خبراء الترويج والدعايات والمسوقين لا يملكون ذلك الحس الوطني الذي يحترم المناسبة وذكراها، ويساهم في تحقيق نفع مستدام لهذا الوطن.
وهنا اتعجب من هذه الشركات والمؤسسات التي تسعى إلى زيادة موسمية في مبيعاتها، دون تحقيق آثر اجتماعي يساهم في بناء المجتمع. أليس من الأولى أن تتبنى جهات المسؤولية الاجتماعية مشروعًا وطنيًا، لإطلاق مبادرات لخدمة المجتمع من خلال تطبيقات المسؤولية الاجتماعية للشركات. قد يكون ذلك من خلال إطلاق ورعاية مجموعة من المبادرات المجتمعية، في كل مدينة، وتخصيص قيمة هذه التخفيضات لإطلاق مشاريع وطنية مشتركة بين مجموعة من الشركات أو المؤسسات التي يجمعها إطار واحد كمدينة أو نشاط أو هدف. وتكون هذه المشاريع بمشاركة عامة من المتطوعين والقطاعات التجارية حتى تحقق أثرًا مستدامًا، وتخلد هذه الذكرى العزيزة علينا جميعًا.
إن تخليد ذكرى يومنا الوطني يستحق أن نحترم هذه المناسبة، ونعمل من أجل وطننا، ونستثمر هذه الفرصة. ولا أن تكون هذه المناسبة مجالاً للتندر أو الدعايات السلبية، التي تحقق الانتشار لفترة ويختفي أثرها القيمي والمعنوي.
خاص_الفابيتا