هل لديك خطة وطريقة للتداول؟

05/08/2021 2
بسام العبيد

كانت الحروب غالبا في التاريخ القديم والحديث ما تقوم وتندلع بسبب الأطماع وكسب المصالح أو المحافظة عليها. وفي عصرنا الحديث تلاشى كثير من الحروب العسكرية التي ذهب ضحيتها ملايين البشر ممن دفعوا أعمارهم للحصول على مكاسب معينة أو المحافظة عليها، واليوم لا تزال الحروب التي تعتمد على كسب المال موجودة، لكن بطريقة مختلفة تحت غطاء نظامي يسمى أسواق المال، فالجميع داخل السوق يبحث عن الكسب على حساب خسارة الآخر، وهي لا تختلف عن غيرها من الأسواق من حيث المبدأ.

من هنا كان لزاما على كل متداول ومستثمر في الأسواق المالية "الأسهم"، التي شبهناها مجازا بالحرب، معرفة أن هذه الأسواق قائمة على الربح والخسارة، فكسب طرف ما سيكون على حساب خسارة آخر ينتصر فيها من يسلح نفسه بالعلم والمعرفة، وما تحتاج إليه هذه السوق من سلاح يعتمد على الإلمام وتملك الأدوات اللازمة للانتصار والربح والمحافظة على رأس المال بشكل أساس، حتى لا يكون ضحية لهذه الأسواق التي ربما تسلبه كل رأسماله، فلا تبقي فيه ولا تذر.

وحقيقة، تملك هذه الأدوات ليس من الصعوبة بمكان، بل هي السهل الممتنع، فمتى وجدت الرغبة والحرص، كان تعلمها بسيطا وسهلا. لذلك على المتداول في المقام الأول وضع خطة له، وهي ما تسمى خطة المتاجرة، وتعتمد على تقسيم رأس المال بين استثمار طويل ومتوسط وآخر قصير، كما أنه مما لا بد منه توفير جزء من السيولة بشكل دائم. هذه الخطة تختلف في السوق الصاعدة عنها في السوق الهابطة، فإذا كانت السوق صاعدة تقل نسبة السيولة الاحتياطية ويغلب عليها الاستثمار متوسط وطويل المدى، والجزء الأقل يكون للمضاربة، بينما في السوق الهابطة تكون نسبة السيولة هي الأكبر في المحفظة، وجزءا منها للاستثمار، والأخير للمضاربة متى وجدت الفرص المناسبة.

وفي المقام الثاني، يجب أن يكون لديه طريقة للمتاجرة. وهناك طريقتان لا ثالث لهما للمتاجرة في أسواق المال، الأولى المتاجرة باستخدام التحليل المالي الذي يعتمد على قراءة القوائم المالية التي تصدرها الشركات وما فيها من مكررات ربح وقيم دفترية وأرباح أو خسائر، وغيرها، فيقوم باختيار شركاته التي يرغب في التملك فيها حسبما يراه مناسبا وفقا لمعايير هذا النوع والخروج منها وجني ربحه متى ما تضخمت أسعارها أو خالفت قواعد استثماره فيها.

الطريقة الثانية هي، المتاجرة باستخدام التحليل الفني الذي يعتمد على الرسوم البيانية ومخططات الأسعار والمؤشرات والنماذج الفنية، وهو مختلف تماما عن النوع الأول. ولكل طريقة منهما من يعتمد عليها ويراها الأنسب والأفضل حسبما تحققه من نتائج لكل منهما، ولا شك أن الجمع بينهما متى أمكن ذلك سيكون الأفضل.

وأخيرا، هل لديك خطة وطريقة للمتاجرة؟! إذا لم تكن لديك فاعلم أنك تخوض غمار حرب ستكون الطرف الخاسر فيها دون أدنى شك. لذلك حرصت هيئة سوق المال وشركة تداول والجهات ذات الاختصاص من شركات ومعاهد على إقامة ورش ودورات وندوات لتوعية المستثمر بالأدوات اللازمة له للمتاجرة في أسواق الأسهم، ما أسهم في رفع الوعي والمعرفة حتى لا يكون لقمة سائغة في سوق لا تتعاطف مع الجهل بتلك الأدوات. وتنوعت في عصرنا الحاضر وسائل التعليم عبر الإنترنت والكتب والمنشورات التي تسهل عملية التعلم. فماذا تنتظر؟

 

نقلا عن الاقتصادية