نظرية القيادة التبادلية

08/07/2021 0
د. عامر بن محمد الحسيني

من بين نظريات القيادة Leadership، نظرية الإدارة Management theory وتعرف أيضا باسم نظرية المعاملات Transactional Theories أو نظرية تبادل القيادة Exchange leadership theories. تهتم هذه النظرية بدور الإشراف والتنظيم وأداء المجموعة، وتتبنى تطبيق أسلوب القيادة من خلال نظام المكافآت والعقوبات. تعد من بين النظريات الدارجة كثيرا في مجال الأعمال، ويستخدم مؤيدو أسلوب القيادة هذا المكافآت والعقوبات لتحفيز الموظفين.

تركز هذه النظرية على الإشراف والتنظيم وأداء المجموعة من خلال القيادة بالمعاملات لإرساء وتطبيق نظام للمكافآت والعقوبات، وهذا الأسلوب يستخدم بانتظام في الأعمال التجارية، فعندما ينجز الموظفون شيئا ناجحا، تتم مكافأتهم من قبل المديرين لكن عندما يفشل الموظفون، ستتم معاقبتهم. ترتكز هذه النظرية على عوامل سلوكية تفترض أن المحرك الأساس للأشخاص هو المكافآت. العوامل النفسية للأشخاص لا تتحرك دائما من خلال دوافع عمل الخير، بل ما يحركها غالبا هو الوعد بالمكافأة. تم تطوير نظرية القيادة بالمعاملات من قبل ماكس ويبر Max Weber، وهو عالم اجتماع ألماني برز في القرن الـ 20 بدراسة الطريقة التي يقود بها الناس، قدم في كتابه "الاقتصاد والمجتمع"، ثلاث فئات متميزة للقيادة: السلطة الكاريزمية القائمة على الجاذبية الشخصية للقائد، والسلطة التقليدية، والعقلانية القانونية، وهو ما عرف باسم أسلوب قيادة المعاملات، وافترض ممارسة السيطرة على أساس المعرفة.

قد يكون أسلوب القيادة الإدارية هذا فعالا، من خلال التعزيز النفسي الإيجابي للموظفين، بتشجيعهم وتحفيزهم على النجاح، لكن في المقابل هناك كثير من الانتقادات حول هذا النموذج من القيادة التي تركز على المعاملات بشكل صارم. ويمكن أن تؤدي النتائج السلبية والعقوبات إلى انخفاض الروح المعنوية في المنظمة، ما يؤثر سلبا في الموظفين. ويعد هذا النموذج أسلوب قيادة كسول، حيث إن المكافآت والعقوبات هي طريقة بسيطة نسبيا لقيادة الموظفين.

يعد هذا الأسلوب ناجحا في حالات الأزمات والطوارئ، والمشاريع التي يجب تنفيذها وفق أسلوب محدد. تختلف القيادة بالمعاملات عن القيادة التحويلية من خلال التركيز على صرف المكافآت للناجحين وإيقاع العقوبات على المقصرين، دون الأخذ في الحسبان مدى إيمان أو مشاعر العاملين، الذي يأتي غالبا من خلال القيادة التحويلية Transformational leadership التي تركز على غرس عوامل التوافق النفسي بين القائد والمرؤوسين من أجل تحقيق نتائج دائمة. من نماذج القيادة بالمعاملات ما يقوم به مدربو الفرق الرياضية من تحفيز للاعبين من خلال ترويج مكافآت الفوز، وهذا يؤدى إلى بناء التزام لدى المرؤوسين يقوم على الاستعداد لتقديم جهد كبير رغم مخاطر الإصابات والألم من أجل الحصول على النتائج التي يطلبها القائد، وتحقيق المكافآت.

هذه النظرية، تفترض أن قيادة المعاملات تضع سلسلة من المكافآت والعقوبات لتحفيز أعضاء المنظمة. فإذا حقق هؤلاء الأفراد أهداف القائد وتوقعاته بشكل مناسب، فستتم مكافأتهم على عملهم الشاق. لكن من ناحية أخرى، إذا فشلوا أو خالفوا هذه الأهداف والتوقعات، فقد يواجهون العقوبة. ويظل هذا الأسلوب موجودا وقابلا للتطبيق رغم عدد من الانتقادات التي تطوله.

 

نقلا عن الاقتصادية