يحرص أغلب رواد الأعمال ومن يمتلكون شركات متوسطة وما دون على الجانب المضيء في الأسواق ويبحثون في التوسع وتحقيق المزيد من المكاسب وهي أهداف بديهية بكل تأكيد، لكن قلما تجد من يلتفت للعوامل التي قد تضعف منشآته أو تؤدي لإفلاسها ولذلك كبار خبراء الأعمال تجدهم يحرصون على تقديم النصائح المتعلقة بالتنبيه لمنع الوقوع في الأخطاء التي تؤدي لانهيار المنشآت وهو نتاج وحصيلة خبرتهم الطويلة وتجاربهم وأيضاً الأخطاء التي وقعوا بها وتعلموا منها الكثير فهذه الخبرة ساعدت بعضهم في النهوض من جديد بعد نكسات تعرضوا لها.
وفي مجمل نصائحهم يركزون على عدم الاطمئنان بأن الأعمال تسير بشكل صحيح، إذ يطالبون دائماً بأن تكون أكثر يقظة كلما توسعت أعمالك فالنجاح أحياناً يجعل البعض مفرطاً بثقته بنفسه مما ينعكس سلباً على أعماله إذ إنهم يوصون بعدم الوقوع بالغرور الذي يصبح معه رجل الأعمال غير متقبل لفكرة أنه دائماً بحاجة لتطوير معارفه وإمكاناته ومعرفة مستجدات الأعمال التي ينشط بها والمهارات التي يجب أن يتقنها ليواكب المستقبل أما النصيحة الأخرى فهم ينظرون إلى ضرورة دراسة اتجاهات السوق باستمرار لمعرفة آخر التطورات فيه وما التكنولوجيا الحديثة التي باتت مطلوبة واتخاذ القرار بالتغير عند الضرورة دون تردد، وينصحون أيضاً بعدم التقليل من شأن المنافسين لكي يتم الاطلاع على توجهاتهم بالسوق وكذلك يحذرون من اتخاذ القرارات غير المدروسة التي تتسبب في خسائر فادحة إذا لم تتم دراستها ومعرفة تأثيراتها.
ولا يتوقفون عند هذه النصائح فقط، بل ينبهون إلى عدم الثقة المفرطة في العلامة التجارية إذا ما نجحت لزمن طويل لأن ذلك يوقع أصحاب الأعمال في أخطاء كبيرة فالعلامة التجارية تحتاج دائماً لدعمها بتطوير المنتج والتسويق والدراسات المستمرة عن السوق، كما أن البعض يفكر أحياناً بتغيير علامته التجارية وهذا قرار له احتمالان فكما ينظر له بإيجابية إلا أن له وجهاً سلبياً فلا بد من التدقيق قبل اتخاذ مثل هذا القرار، أما ما يحجم المنشآت فهو غياب الرؤية للمستقبل فلا بد أن يكون هناك أهداف بعيدة يتم الوصول لها بالابتكار والرؤية الواسعة والبعيدة فالبعض يتخوف من التغيير ولذلك يضعف مع الزمن ويخرج من السوق وقد حدث ذلك لشركات عالمية عملاقة مثل وحدة تصنيع الهواتف المحمولة بشركة نوكيا التي كانت تسيطر على 35 في المائة من السوق العالمي لكن عدم مواكبتها للتغير أدى بها إلى الانهيار حتى تم بيعها لشركة مايكروسوفت التي تعمل على انتشالها كما أن من بين القرارات التي قد تتسبب بأضرار لأي منشأة الحد من التكاليف «دون دراسة» فبعض خفض التكاليف في إدارات قد يكون له ضرر هائل على المنشأة أما أحد أخطر هذه العوامل التي يحذرون منها فهو عدم التكيف مع الأزمات واتخاذ القرارات واتباع الحلول التي توصل المنشأة لبر الأمان.
للأسواق وجوه مغرية بحيث تطغى النظرة التفاؤلية على قرارات من يديرون المنشآت خصوصاً في فترات الرواج الاقتصادي إلا أن الحفاظ على المكاسب والنجاح الذي تحقق يتطلب أيضاً معرفة عوامل الخطر التي تحيط بكل منشأة سواء من العوامل الداخلية لها أو البيئة الخارجية أي السوق الذي تعمل به وحجم المنافسة وتسارع التطورات التكنولوجية وأساليب الإدارة فيه التي تتطلب وعياً وإدراكاً مستداماً لتجنب الوقوع في منطقة الخطر التي تهدد بقاء أي منشأة.
نقلا عن الجزيرة